[ ص: 253 ] قوله : " أإن ذكرتم " قرأ السبعة بهمزة استفهام بعدها " إن " الشرطية ، وهم على ما عرفت من أصولهم : من التسهيل والتحقيق وإدخال ألف بين الهمزتين وعدمه في سورة البقرة . واختلف سيبويه ويونس إذ اجتمع استفهام وشرط أيهما يجاب ؟ فذهب سيبويه إلى إجابة الاستفهام ، ويونس إلى إجابة الشرط ، فالتقدير عند سيبويه : " أإن ذكرتم تتطيرون " وعند يونس " تطيروا " مجزوما ، فالجواب للشرط على القولين محذوف . وقد تقدم هذا في سورة الأنبياء .
وقرأ أبو جعفر وطلحة وزر بهمزتين مفتوحتين إلا أن زرا لم يسهل الثانية كقوله :
3777 - أإن كنت داود بن أحوى مرجلا فلست براع لابن عمك محرما
وروي عن أبي عمرو وزر أيضا كذلك ، إلا أنهما فصلا بألف بين الهمزتين . وقرأ الماجشون بهمزة واحدة مفتوحة . وتخريج هذه القراءات الثلاث على حذف لام العلة أي : ألئن ذكرتم تطيرتم ، فـ تطيرتم هو المعلول ، وإن ذكرتم علته ، والاستفهام منسحب عليهما في قراءة الاستفهام وفي غيرها يكون إخبارا بذلك .
[ ص: 254 ] وقرأ الحسن بهمزة واحدة مكسورة وهي شرط من غير استفهام ، وجوابه محذوف أيضا .
وقرأ الأعمش والهمداني " أين " بصيغة الظرف . وهي " أين " الشرطية ، وجوابها محذوف عند جمهور البصريين أي : أين ذكرتم فطائركم معكم ، أو صحبكم طائركم ، لدلالة ما تقدم من قوله " طائركم معكم " ومن يجوز تقديم الجواب لا يحتاج إلى حذف .
وقرأ الحسن وأبو جعفر وأبو رجاء والأصمعي عن نافع " ذكرتم " بتخفيف الكاف .


