[ ص: 388 ] وشبهه بقوله تعالى : الزمخشري وإياي فارهبون ، يعني على الاشتغال . والكلام على مثل هذه الفائدة قد تقدم . و " حميم " على هذا خبر مبتدأ مضمر ، أو مبتدأ وخبره مضمر أي : منه حميم ومنه غساق كقوله :
3874 - حتى إذا ما أضاء البرق في غلس وغودر البقل ملوي ومحصود
أي : منه ملوي ومنه محصود . الثالث : أن يكون " هذا " مبتدأ ، والخبر محذوف أي : هذا كما ذكر ، أو هذا للطاغين . الرابع : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : الأمر هذا ، ثم استأنف أمرا فقال : فليذوقوه . الخامس : أن يكون مبتدأ ، وخبره " فليذوقوه " وهو رأي . ومنه : الأخفش
3875 - وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... ... ... ...
وقد تقدم تحقيق هذا في المائدة عند والسارق والسارقة وقرأ [ ص: 389 ] الأخوان وحفص " غساق " بتشديد السين هنا وفي عم يتساءلون ، وخففه الباقون فيهما . فأما المثقل فهو صفة كالجبار والضراب مثال مبالغة ، وذلك أن فعالا في الصفات أغلب منه في الأسماء . ومن وروده في الأسماء : الكلاء والجبان والفياد لذكر البوم ، والعقار والخطار وأما المخفف فهو اسم لا صفة ; لأن فعالا بالتخفيف في الأسماء كالعذاب والنكال أغلب منه في الصفات ، على أن منهم من جعله صفة بمعنى ذي كذا أي : ذي غسق . وقال : " أو يكون فعال بمعنى فاعل " . قلت : وهذا غير معروف . والغسق : السيلان . يقال : غسقت عينه أي : سالت . وفي التفسير : أنه ماء يسيل من صديدهم . وقيل : غسق أي امتلأ . ومنه : غسقت عينه أي : امتلأت بالدمع ومنه الغاسق للقمر لامتلائه وكماله . وقيل : الغساق ما قتل ببرده . ومنه قيل لليل : غاسق ; لأنه أبرد من النهار . وقيل : الغسق شدة الظلمة ، ومنه قيل لليل : " غاسق " . ويقال للقمر : غاسق إذا كسف لاسوداده ، ونقل القولان في تفسير قوله تعالى : أبو البقاء ومن شر غاسق .