آ . (59) قوله : مقتحم : مفعوله محذوف أي : مقتحم النار . والاقتحام : الدخول في الشيء بشدة ، والقحمة : الشدة . وقال : " الاقتحام توسط شدة مخيفة . ومنه قحم الفرس فارسه أي : توغل به ما يخاف منه . والمقاحيم : الذين يتقحمون في الأمر الذي يتجنب " . الراغب
قوله : " معكم " يجوز أن يكون نعتا ثانيا لـ فوج ، وأن يكون حالا منه لأنه قد وصف ، وأن يكون حالا من الضمير المستتر في " مقتحم " . قال : " ولا يجوز أن يكون ظرفا لفساد المعنى " ، ولم أدر من أي أوجه يفسد ، والحالية والصفة في المعنى كالظرفية ؟ أبو البقاء
وقوله : " هذا فوج " إلى قوله : " النار " يجوز أن يكون من كلام الرؤساء بعضهم لبعض ، وأن يكون من كلام الخزنة ، ويجوز أن يكون " هذا فوج " من كلام الملائكة ، والباقي من كلام الرؤساء ، وكان القياس على هذا أن يقال : بل هم لا مرحبا بهم لأنهم لا يقولون للملائكة ذلك ، إلا أنهم عدلوا عن خطاب الملائكة إلى خطاب أعدائهم تشفيا منهم .
[ ص: 392 ] قوله : لا مرحبا في " مرحبا " وجهان ، أظهرهما : أنه مفعول بفعل مقدر أي : لا أتيتم مرحبا أو لا سمعتم مرحبا . والثاني : أنه منصوب على المصدر . قاله أي : لا رحبتكم داركم مرحبا بل ضيقا . ثم في الجملة المنفية وجهان ، أحدهما : أنها مستأنفة سيقت للدعاء عليهم ، وقوله : " بهم " بيان للمدعو عليه . والثاني : أنها حالية . وقد يعترض عليه : بأنه دعاء ، والدعاء طلب والطلب لا يقع حالا . والجواب أنه على إضمار القول أي : مقولا لهم لا مرحبا .
أبو البقاء