3895 - أبني كليب إن عمي اللذا قتلا الملوك وفككا الأغلالا
ولجاء كقوله :
3896 - وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
وقرأ "والذي جاؤوا بالصدق وصدقوا به" وقد تقدم تحقيق مثل هذه الآية في أوائل البقرة وغيرها . وقيل : " الذي " صفة لموصوف محذوف [ ص: 428 ] بمعنى الجمع ، تقديره : والفريق أو الفوج ولذلك قال : عبد الله أولئك هم المتقون . وقيل : المراد بالذي واحد بعينه وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن لما كان المراد هو وأتباعه اعتبر ذلك فجمع ، فقال : " أولئك هم " كقوله : ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون . قاله وعبارته : " هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد به إياه ومن تبعه ، كما أراد الزمخشري بموسى إياه وقومه " . وناقشه الشيخ في إيقاع الضمير المنفصل موقع المتصل قال : " وإصلاحه أن يقول : أراده به كما أراده بموسى وقومه " . قلت : ولا مناقشة ; لأنه مع تقديم " به " و " بموسى " لغرض من الأغراض استحال اتصال الضمير ، وهذا كما تقدم لك بحث في قوله تعالى : ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم ، وقوله : يخرجون الرسول وإياكم : وهو أن بعض الناس زعم أنه يجوز الانفصال مع القدرة على الاتصال ، وتقدم الجواب بقريب مما ذكرته هنا ، وبينت حكمة التقديم ثمة . وقول الزمخشري : " إن الضمير في " لعلهم يهتدون " لموسى وقومه " فيه نظر ، بل الظاهر خصوص الضمير بقومه دونه ; لأنهم هم المطلوب منهم الهداية . وأما موسى عليه السلام فمهتد ثابت على الهداية . وقال أيضا : " ويجوز أن يريد : والفوج أو الفريق الذي جاء بالصدق وصدق به ، وهم : الرسول الذي جاء بالصدق وصحابته الذين صدقوا به " . قال الشيخ : " وفيه توزيع الصلة ، والفوج هو الموصول ، فهو [ ص: 429 ] كقولك : جاء الفريق الذي شرف وشرف ، والأظهر عدم التوزيع بل المعطوف على الصلة صلة لمن له الصلة الأولى " . الزمخشري
وقرأ أبو صالح وعكرمة بن سليمان مخففا بمعنى صدق فيه ، ولم يغيره . وقرئ " ومحمد بن جحادة وصدق به " مشددا مبنيا للمفعول .