3898 - ورب بقيع لو هتفت بجوه أتاني كريم ينفض الرأس مغضبا
يريد : أتاني كرام كثيرون لا كريم فذ ; لمنافاته المعنى المقصود . ويجوز أن يريد : نفسا متميزة من بين الأنفس باللجاج الشديد في الكفر أو بالعذاب العظيم .
قوله : " يا حسرتا " العامة على الألف بدلا من ياء الإضافة . وعن " يا حسرتاه " بهاء السكت وقفا ، ابن كثير " يا حسرتي " على [ ص: 435 ] الأصل . وعنه أيضا " يا حسرتاي " بالألف والياء . وفيها وجهان ، أحدهما : الجمع بين العوض والمعوض منه . والثاني : أنه تثنية " حسرة " مضافة لياء المتكلم . واعترض على هذا : بأنه كان ينبغي أن يقال : يا حسرتي بإدغام ياء النصب في ياء الإضافة . وأجيب : بأنه يجوز أن يكون راعى لغة وأبو جعفر الحارث بن كعب وغيرهم نحو : " رأيت الزيدان " . وقيل : الألف بدل من الياء والياء بعدها مزيدة . وقيل : الألف مزيدة بين المتضايفين ، وكلاهما ضعيف .
قوله : على ما فرطت " ما " مصدرية أي : على تفريطي . وثم مضاف أي : في جنب طاعة الله . وقيل : في جنب الله المراد به الأمر والجهة . يقال : هو في جنب فلان وجانبه ، أي : جهته وناحيته . قال الراجز :
3899 - الناس جنب والأمير جنب
وقال آخر : 3900 - أفي جنب بكر قطعتني ملامة لعمري لقد طالت ملامتها بيا
ثم اتسع فيه فقيل : فرط في جنبه أي في حقه . قال :
3901 - أما تتقين الله في جنب عاشق له كبد حرى عليك تقطع
[ ص: 436 ]