الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

الدر المصون

السمين الحلبي - أحمد بن يوسف بن عبد الدايم الحلبي

صفحة

جزء

آ . (71) قوله : زمرا : حال . وزمر جمع زمرة ، وهي الجماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض وتزمروا : تجمعوا قال :

3905 - حتى احزألت زمر بعد زمر

هذا قول أبي عبيدة والأخفش . وقال الراغب : " الزمرة الجماعة القليلة ، ومنه شاة زمرة أي : قليلة الشعر ، ورجل زمر أي : قليل المروءة . وزمرت النعامة تزمر زمارا ، ومنه اشتق الزمر والزمارة كناية عن الفاجرة " .

[ ص: 447 ] قوله : " حتى إذا " تقدم الكلام في حتى الداخلة على " إذا " غير مرة . وجواب " إذا " قوله : " فتحت " وتقدم خلاف القراء في التشديد والتخفيف في سورة الأنعام . وقرأ ابن هرمز " ألم تأتكم " بتاء التأنيث لتأنيث الجمع . و " منكم " صفة لـ " رسل " أو متعلق بالإتيان ، و " يتلون " صفة أخرى ، و " خالدين " في الموضعين حال مقدرة .

آ . (71) قَوْلُهُ : زُمَرًا : حَالٌ . وَزُمَرٌ جَمْعُ زُمْرَةٍ ، وَهِيَ الْجَمَاعَاتُ فِي تَفْرِقَةٍ بَعْضُهَا فِي إِثْرِ بَعْضٍ وَتَزَمَّرُوا : تَجَمَّعُوا قَالَ :

3905 - حَتَّى احْزَأَلَّتْ زُمَرٌ بَعْدَ زُمَرْ

هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَالْأَخْفَشِ . وَقَالَ الرَّاغِبُ : " الزُّمْرَةُ الْجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ ، وَمِنْهُ شَاةٌ زَمِرَةٌ أَيْ : قَلِيلَةُ الشَّعْرِ ، وَرَجُلٌ زَمِرٌ أَيْ : قَلِيلُ الْمُرُوءَةِ . وَزَمَرَتِ النَّعَامَةُ تَزْمِرُ زَمَارًا ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ الزَّمْرُ وَالزَّمَّارَةُ كِنَايَةً عَنِ الْفَاجِرَةِ " .

[ ص: 447 ] قَوْلُهُ : " حَتَّى إِذَا " تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي حَتَّى الدَّاخِلَةِ عَلَى " إِذَا " غَيْرَ مَرَّةٍ . وَجَوَابُ " إِذَا " قَوْلُهُ : " فُتِحَتْ " وَتَقَدَّمَ خِلَافُ الْقُرَّاءِ فِي التَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ . وَقَرَأَ ابْنُ هُرْمُزَ " أَلَمْ تَأْتِكُمْ " بِتَاءِ التَّأْنِيثِ لِتَأْنِيثِ الْجَمْعِ . وَ " مِنْكُمْ " صِفَةٌ لِـ " رُسُلٍ " أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِالْإِتْيَانِ ، وَ " يَتْلُونَ " صِفَةٌ أُخْرَى ، وَ " خَالِدِينَ " فِي الْمَوْضِعَيْنِ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث