3915 - حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها كذبا وزورا إنه لدميم
وهذا الرد سبقه إليه ، فقال : " ولا يجوز أن يعمل فيه " مقت الله " لأنه مصدر أخبر عنه ، وهو قوله : " أبو البقاء أكبر " . فمن ثم أخذه الشيخ . ولا يجوز أن ينتصب بالمقت الثاني ; لأنهم لم يمقتوا أنفسهم وقت دعائهم إلى الإيمان ، إنما مقتوها يوم القيامة . والظاهر أن مقت الله واقع في الدنيا . وجوز [ ص: 462 ] أن يكون في الآخرة . وضعفه الشيخ : بأنه " يبقى " إذ تدعون " مفلتا من الكلام ; لكونه ليس له عامل مقدم ولا ما يفسر عاملا . فإذا كان المقت في الدنيا أمكن أن يضمر له عامل تقديره : الحسن مقتكم " . قلت : وهذا التجرؤ على مثل الحسن يهون عليك تجرؤه على ونحوه . الزمخشري
واللام في " لمقت " لام ابتداء أو قسم . ومفعوله محذوف أي : لمقت الله إياكم أو أنفسكم ، فهو مصدر مضاف لفاعله كالثاني . ولا يجوز أن تكون المسألة من باب التنازع في " أنفسكم " بين المقتين لئلا يلزم الفصل بالخبر بين المقت الأول ومعموله على تقدير إعماله ، لكن قد اختلف النحاة في مسألة : وهي التنازع في فعلي التعجب ، فمن منع اعتل بما ذكرته ; لأنه لا يفصل بين فعل التعجب ومعموله . ومن جوز قال : يلتزم إعمال الثاني ; حتى لا يلزم الفصل . فليكن هذا منه . والحق عدم الجواز فإنه على خلاف قاعدة التنازع .