والثاني : أنه منصوب على الحال من مفعول " قضاهن " أي : قضاهن معدودة ، و " قضى " بمعنى صنع ، كقول أبي ذؤيب :
3949 - وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تبع
أي : صنعهما . الثالث : أنه تمييز . قال : " ويجوز أن يكون ضميرا مبهما مفسرا بسبع سماوات [على التمييز " ] يعني بقوله " مبهما " أنه لا يعود على السماء لا من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى ، بخلاف كونه حالا أو مفعولا ثانيا . الرابع : أنه بدل من " هن " في " الزمخشري فقضاهن " قاله مكي . وقال أيضا : " السماء تذكر وتؤنث . وعلى التأنيث جاء القرآن ، ولو جاء على التذكير لقيل : سبعة سماوات " . وقد تقدم تحقيق تذكيره وتأنيثه في أوائل البقرة .
قوله : " وحفظا " في نصبه وجهان ، أحدهما : أنه منصوب على المصدر بفعل مقدر ، أي : وحفظناها بالثواقب من الكواكب حفظا . والثاني : أنه مفعول من أجله على المعنى ، فإن التقدير : خلقنا الكواكب زينة وحفظا . قال الشيخ : " وهو تكلف وعدول عن السهل البين " .
[ ص: 514 ]