آ . (37) قوله : والذين يجتنبون : نسق على " الذين " الأولى . وقال : " الذين يجتنبون في موضع جر بدلا من " أبو البقاء للذين آمنوا " . ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار أعني ، أو في موضع رفع على تقدير : هم " . وهذا وهم منه في التلاوة كأنه اعتقد أن القرآن وعلى ربهم يتوكلون ، والذين يجتنبون فبنى عليه ثلاثة الأوجه بناء فاسدا .
قوله : " كبائر " قرأ الأخوان هنا وفي النجم " كبير الإثم " بالإفراد . والباقون " كبائر " بالجمع في السورتين . والمفرد هنا في معنى الجمع ، والرسم يحتمل القراءتين .
قوله : وإذا ما غضبوا هذه " إذا " منصوبة بـ " يغفرون " ، و " يغفرون " خبر لـ " هم " ، والجملة بأسرها عطف على الصلة ، وهي " يجتنبون " والتقدير : [ ص: 562 ] والذين يجتنبون وهم يغفرون ، عطف اسمية على فعلية . ويجوز أن يكون " هم " توكيدا للفاعل في قوله : " غضبوا " ، وعلى هذا فيغفرون جواب الشرط . وقال : " هم مبتدأ ويغفرون الخبر ، والجملة جواب إذا " وهذا غير صحيح ; لأنه لو كان جوابا لـ " إذا " لاقترن بالفاء . تقول : " إذا جاء زيد فعمرو منطلق " ولا يجوز : " عمرو ينطلق " وقيل : " هم " مرفوع بفعل مقدر يفسره " يغفرون " بعده ، ولما حذف الفعل انفصل الضمير ولم يستبعده الشيخ . وقال : " ينبغي أن يجوز ذلك في مذهب أبو البقاء ; لأنه أجازه في الأداة الجازمة ، تقول : " إن ينطلق ، زيد ينطلق " تقديره : ينطلق زيد ينطلق . فـ " ينطلق " واقع جوابا ، ومع ذلك فسر الفعل فكذلك هذا ، وأيضا فذلك جائز في فعل الشرط بعدها نحو : سيبويه إذا السماء انشقت فليجز في جوابها أيضا " .