3981 - اضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسيف قونس الفرس
والتقدير : أفنصفح عنكم الذكر أي : أفنزيل القرآن عنكم إزالة ، ينكر عليهم ذلك . الثاني : أنه منصوب على الحال من الفاعل أي : صافحين . الثالث : أن ينتصب على المصدر المؤكد لمضمون الجملة ، فيكون عامله [ ص: 573 ] محذوفا ، نحو : صنع الله قاله . الرابع : أن يكون مفعولا من أجله . الخامس : أن يكون منصوبا على الظرف . قال ابن عطية : " وصفحا على وجهين : إما مصدر من صفح عنه إذا أعرض عنه ، منتصب على أنه مفعول له على معنى : أفنعزل عنكم إنزال القرآن وإلزام الحجة به إعراضا عنكم . وإما بمعنى الجانب من قولهم : نظر إليه بصفح وجهه . وصفح وجهه بمعنى : أفننحيه عنكم جانبا ، فينتصب على الظرف نحو : ضعه جانبا وامش جانبا . وتعضده قراءة صفحا " بالضم " . قلت : يشير إلى قراءة الزمخشري حسان بن عبد الرحمن الضبعي وسميط بن عمير وشبيل بن عزرة قرؤوا " صفحا " بضم الصاد . وفيها احتمالان ، أحدهما : ما ذكره من كونه لغة في المفتوح ويكون ظرفا . وظاهر عبارة أنه يجوز فيه جميع ما جاز في المفتوح ; لأنه جعله لغة فيه كالسد والسد . والثاني : أنه جمع صفوح نحو : صبور وصبر . فينتصب حالا من فاعل نضرب . وقدر أبي البقاء على عادته فعلا بين الهمزة والفاء أي : أنهملكم فنضرب . وقد عرفت ما فيه غير مرة . الزمخشري
[ ص: 574 ] قوله : " أن كنتم " قرأ والأخوان بالكسر على أنها شرطية ، وإسرافهم كان متحققا ، و " إن " إنما تدخل على غير المتحقق ، أو المتحقق المبهم الزمان . وأجاب نافع : " أنه من الشرط الذي يصدر عن المدل بصحة الأمر والتحقيق لثبوته ، كقول الأجير : " إن كنت عملت لك عملا فوفني حقي " وهو عالم بذلك ، ولكنه يخيل في كلامه أن تفريطك في إيصال حقي فعل من له شك في استحقاقه إياه تجهيلا له " . وقيل : المعنى على المجازاة والمعنى : أفنضرب عنكم الذكر صفحا متى أسرفتم أي : إنكم غير متروكين من الإنذار متى كنتم قوما مسرفين . وهذا أراد الزمخشري بقوله : " وقرئ إن بكسرها على الشرط ، وما تقدم يدل على الجواب " . والباقون بالفتح على العلة أي : لأن كنتم ، كقول الشاعر : أبو البقاء
3982 - أتجزع أن بان الخليط المودع ... ... ... ...
ومثله :
3983 - أتجزع أن أذنا قتيبة حزتا ... ... ... ...
[ ص: 575 ] يروى بالكسر والفتح ، وقد تقدم نحو من هذا أول المائدة ، وقرأ " إذ " بذال عوض النون ، وفيها معنى العلة . زيد بن علي