4050 - على حين ألهى الناس جل أمورهم فندلا زريق المال ندل الثعالب
فالمال منصوب : إما بـ " اندل " أو بـ " ندلا " ، والمصدر هنا أضيف إلى معموله . وبه استدل على أن العمل للمصدر لإضافته إلى ما بعده ، ولو لم يكن عاملا لما أضيف إلى ما بعده .
[ ص: 685 ] قوله : " حتى إذا " هذه غاية للأمر بضرب الرقاب . وقرأ " السلمي فشدوا " بكسر الشين . وهي ضعيفة جدا . والوثاق بالفتح - وفيه الكسر - اسم ما يوثق به .
قوله : فإما منا بعد وإما فداء فيهما وجهان ، أشهرهما : أنهما منصوبان على المصدر بفعل لا يجوز إظهاره ; لأن المصدر متى سيق تفصيلا لعاقبة جملة وجب نصبه بإضمار فعل لا يجوز إظهاره والتقدير : فإما أن تمنوا منا ، وإما تفادوا فداء . ومثله :
4051 - لأجهدن فإما درء واقعة تخشى وإما بلوغ السؤل والأمل
والثاني : - قاله - أنهما مفعولان بهما لعامل مقدر تقديره : " أولوهم منا ، واقبلوا منهم فداء " . قال الشيخ : " وليس بإعراب نحوي " . وقرأ أبو البقاء " فدى " بالقصر . قال ابن كثير : " لا يجوز ; لأنه مصدر فاديته " ولا يلتفت إليه ; لأن أبو حاتم حكى فيه أربع لغات : المشهورة المد والإعراب : فداء لك ، وفداء بالمد أيضا والبناء على الكسر والتنوين ، وهو غريب جدا . وهذا يشبه قول بعضهم " هؤلاء " بالتنوين ، وفدى بالكسر مع القصر ، وفدى بالفتح مع القصر أيضا . الفراء
[ ص: 686 ] والأوزار هنا : الأثقال ، وهو مجاز . قيل : هو من مجاز الحذف أي : أهل الحرب . والأوزار عبارة عن آلات الحرب . قال الشاعر :
4052 - وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا
و " حتى " الأولى غاية لضرب الرقاب ، والثانية لـ " شدوا " . ويجوز أن يكونا غايتين لضرب الرقاب ، على أن الثانية توكيد أو بدل .
قوله : " ذلك " يجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر أي : الأمر ذلك ، وأن ينتصب بإضمار افعلوا .
قوله : " ليبلو بعضكم " أي : ولكن أمركم بالقتال ليبلو .
قوله : " قتلوا " قرأ العامة " قاتلوا " وأبو عمرو وحفص " قتلوا " مبنيا للمفعول على معنى : أنهم قتلوا وماتوا ، أصاب القتل بعضهم كقوله : " قتل معه ربيون " . وقرأ الجحدري " قتلوا " بفتح القاف والتاء خفيفة ، ومفعوله محذوف . وزيد بن ثابت والحسن " قتلوا " بتشديد التاء مبنيا للمفعول . وعيسى
وقرأ أمير المؤمنين " تضل " مبنيا للمفعول " أعمالهم " بالرفع لقيامه مقام الفاعل . وقرئ " تضل " بفتح التاء ، " أعمالهم " بالرفع فاعلا . علي