قوله : " معكوفا " حال من الهدي أي : محبوسا يقال : عكفت الرجل عن حاجته . وأنكر تعدية " عكف " بنفسه وأثبتها الفارسي ابن سيده والأزهري وغيرهما ، وهو ظاهر القرآن لبناء اسم المفعول منه .
قوله : " أن يبلغ " فيه أوجه ، أحدها : أنه على إسقاط الخافض أي : عن أن ، أو من أن . وحينئذ يجوز في هذا الجار المقدر أن يتعلق بـ " صدوكم " ، وأن يتعلق بمعكوفا أي : محبوسا عن بلوغ محله أو من بلوغ محله . الثاني : أنه مفعول من أجله ، وحينئذ يجوز أن يكون علة للصد ، والتقدير : صدوا الهدي كراهة أن يبلغ محله ، وأن يكون علة لمعكوفا أي : لأجل أن يبلغ محله ، ويكون الحبس من المسلمين . الثالث : أنه بدل من الهدي بدل اشتمال أي : صدوا بلوغ الهدي محله .
قوله : " لم تعلموهم " صفة للصنفين وغلب الذكور .
قوله : " أن تطئوهم " يجوز أن يكون بدلا من رجال ونساء ، وغلب الذكور كما تقدم ، وأن يكون بدلا من مفعول " تعلموهم " فالتقدير على الأول : ولولا [ ص: 717 ] وطء رجال ونساء غير معلومين ، وتقدير الثاني : لم تعلموا وطأهم ، والخبر محذوف تقديره : ولولا رجال ونساء موجودون أو بالحضرة . وأما جواب " لولا " ففيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه محذوف لدلالة جواب لو عليه . والثاني : أنه مذكور . وهو " لعذبنا " ، وجواب " لو " هو المحذوف ، فحذف من الأول لدلالة الثاني ، ومن الثاني لدلالة الأول . والثالث : أن " لعذبنا " جوابهما معا وهو بعيد إن أراد حقيقة ذلك . وقال قريبا من هذا ، فإنه قال : " ويجوز أن يكون " الزمخشري لو تزيلوا " كالتكرير لـ " لولا رجال مؤمنون " لمرجعهما إلى معنى واحد ، ويكون " لعذبنا " هو الجواب " . ومنع الشيخ مرجعهما لمعنى واحد قال : " لأن ما تعلق به الأول غير ما تعلق به الثاني " .
قوله : " فتصيبكم " نسق على " أن تطئوهم " . وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة وابن عون " لو تزايلوا " على تفاعلوا .
والضمير في " تزيلوا " يجوز أن يعود على المؤمنين فقط ، أو على الكافرين أو على الفريقين أي : لو تميز هؤلاء من هؤلاء لعذبنا .
والوطء هنا : عبارة عن القتل والدوس . قال عليه السلام : " " ، وأنشدوا : اللهم اشدد وطأتك على مضر
[ ص: 718 ]
4079 - ووطئتنا وطئا على حنق وطء المقيد ثابت الهرم
والمعرة : الإثم .
قوله : " بغير علم " يجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه صفة لـ " معرة " ، أو أن يكون حالا من مفعول " تصيبكم " . وقال : " من الضمير المجرور " يعني في " منهم " ولا يظهر معناه ، أو أن يتعلق بـ " يصيبكم " ، أو أن يتعلق بـ " أبو البقاء تطئوهم " .
قوله : " ليدخل الله " متعلق بمقدر أي : كان انتفاء التسليط على أهل مكة وانتفاء العذاب ليدخل الله .