[ ص: 11 ]
363 - 4- عجبت من دهماء إذ تشكونا ومن أبي دهماء إذ يوصينا خيرا بنا كأننا جافونا
ومثله قول الحطيئة :
363 - 5- وصيت من برة قلبا حرا بالكلب خيرا والحماة شرا
وعلى هذا فيكون الأصل : وصيناه بحسن في أمر والديه ثم جر الوالدان بالباء فانتصب " حسنا " ، وكذلك البيتان . والباء في الآية والبيتين في هذه الحالة للظرفية .
الثالث : أن " بوالديه " هو المفعول الثاني : فينتصب " حسنا " بإضمار فعل أي : يحسن حسنا ، فيكون مصدرا مؤكدا . كذا قيل . وفيه نظر ; لأن عامل المؤكد لا يحذف . الرابع : أنه مفعول به على التضمين أي : ألزمناه حسنا . الخامس : أنه على إسقاط الخافض أي : بحسن . وعبر صاحب " التحرير " عن ذلك بالقطع . السادس : أن بعض الكوفيين قدره : ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه حسنا . وفيه حذف " أن " وصلتها وإبقاء معمولها . ولا يجوز عند البصريين . السابع : أن التقدير : ووصيناه بإيتاء والديه حسنا . وفيه حذف المصدر ، وإبقاء معموله . ولا يجوز . الثامن : أنه منصوب انتصاب " زيدا " في قولك لمن رأيته متهيئا للضرب : زيدا أي : اضرب زيدا . والتقدير هنا : أولهما حسنا أو افعل بهما حسنا . قالهما . الزمخشري
[ ص: 12 ] وقرأ عيسى والجحدري " حسنا " بفتحتين ، وهما لغتان كالبخل والبخل ، وقد تقدم ذلك أوائل البقرة .