[ ص: 29 ] سورة الروم 
بسم الله الرحمن الرحيم 
آ . (3) 
قوله : في أدنى الأرض    : زعم بعضهم أن أل عوض من الضمير ، وأن الأصل " في أدنى أرضهم " وهو قول كوفي . وهذا على قول : إن الهرب كان من جهة بلادهم . وأما من يقول : إنه من جهة بلاد العرب  فلا يتأتى ذلك . وقرأ العامة " غلبت   " مبنيا للمفعول .  وعلي بن أبي طالب   وأبو سعيد الخدري   وابن عمر  وأهل الشام  ببنائه للفاعل . 
قوله : " غلبهم   " على القراءة الشهيرة يكون المصدر مضافا لمفعوله . ثم هذا المفعول : إما أن يكون مرفوع المحل على أن المصدر المضاف إليه مأخوذ من مبني للمفعول على خلاف في ذلك ، وإما منصوب المحل على أن المصدر من مبني للفاعل ، والفاعل محذوف تقديره : من بعد أن غلبهم عدوهم ، وهم فارس   . وأما على القراءة الثانية فهو مضاف لفاعله . 
 [ ص: 30 ] قوله : " سيغلبون   " خبر المبتدأ . و من بعد غلبهم  متعلق به . والعامة - بل نقل بعضهم الإجماع - على " سيغلبون   " مبنيا للفاعل . فعلى الشهيرة واضح أي : من بعد أن غلبتهم فارس  سيغلبون فارس   . وأما على القراءة الثانية فأخبر أنهم سيغلبون ثانيا بعد أن غلبوا أولا . وروي عن  ابن عمر  أنه قرأ ببنائه للمفعول . وهذا مخالف لما ورد في سبب الآية وما ورد في الأحاديث . وقد يلائم هذا بعض ملاءمة من قرأ " غلبت " مبنيا للفاعل . وقد تقدم أن  ابن عمر  ممن يقرأ بذلك . وقد خرج  النحاس  قراءة  عبد الله بن عمر  على تخريج حسن ، وهو أن المعنى : وفارس  من بعد غلبهم للروم  سيغلبون . إلا أن فيه إضمار ما لم يذكر ، ولا جرى سبب ذكره . 
				
						
						
