[ ص: 77 ] سورة السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم
آ . (2) قوله : تنزيل : فيه أوجه ، أحدها : أنه خبر " الم " لأن " ألم " يراد به السورة وبعض القرآن . وتنزيل بمعنى منزل . والجملة من قوله : لا ريب فيه حال من " الكتاب " . والعامل فيها " تنزيل " لأنه مصدر . و " من رب " متعلق به أيضا . ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " فيه " لوقوعه خبرا . والعامل فيه الظرف أو الاستقرار .
الثاني : أن يكون " تنزيل " مبتدأ ، ولا " ريب فيه " خبره . و من رب العالمين حال من الضمير في " فيه " . ولا يجوز حينئذ أن يتعلق بـ تنزيل ; لأن المصدر قد أخبر عنه فلا يعمل . ومن يتسع في الجار لا يبالي بذلك .
الثالث : أن يكون " تنزيل " مبتدأ أيضا . و" من رب " خبره و " لا ريب " حال أو معترض . الرابع : أن يكون " لا ريب " و من رب العالمين خبرين لـ " تنزيل " . الخامس : أن يكون خبر مبتدأ مضمر ، وكذلك " لا ريب " ، وكذلك " من رب " ، فتكون كل جملة مستقلة برأسها . ويجوز أن يكونا حالين من " [ ص: 78 ] تنزيل " ، وأن يكون " من رب " هو الحال ، و " لا ريب " معترض . وأول البقرة مرشد لهذا ، وإنما أعدته تطرية .
وجوز أن يكون ابن عطية من رب العالمين متعلقا بـ " تنزيل " قال : " على التقديم والتأخير " . ورده الشيخ : بأنا إذا قلنا : لا ريب فيه اعتراض لم يكن تقديما وتأخيرا ، بل لو تأخر لم يكن اعتراضا . وجوز أيضا أن يكون متعلقا بـ " لا ريب " أي : لا ريب فيه من جهة رب العالمين ، وإن وقع شك للكفرة فذلك لا يراعى .