قوله : " الحناجر " جمع حنجرة وهي رأس الغلصمة ، والغلصمة منتهى الحلقوم ، والحلقوم مجرى الطعام والشراب . وقيل : الحلقوم مجرى النفس ، والمري : مجرى الطعام والشراب وهو تحت الحلقوم . وقال : " رأس الغلصمة من خارج " . الراغب
[ ص: 98 ] وقوله : " الظنونا " قرأ نافع وابن عامر بإثبات ألف بعد نون " وأبو بكر الظنونا " ولام " الرسول " في قوله : وأطعنا الرسولا ولام " السبيل " في قوله : فأضلونا السبيلا وصلا ووقفا موافقة للرسم ; لأنهن رسمن في المصحف كذلك . وأيضا فإن هذه الألف تشبه هاء السكت لبيان الحركة ، وهاء السكت تثبت وقفا ، للحاجة إليها . وقد ثبتت وصلا إجراء للوصل مجرى الوقف كما تقدم في البقرة والأنعام . فكذلك هذه الألف . وقرأ أبو عمرو بحذفها في الحالين ; لأنها لا أصل لها . وقولهم : " أجريت الفواصل مجرى القوافي " غير معتد به ; لأن القوافي يلزم الوقف عليها غالبا ، والفواصل لا يلزم ذلك فيها فلا تشبه بها . والباقون بإثباتها وقفا وحذفها وصلا إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الإطلاق كقوله : وحمزة
3676 - استأثر الله بالوفاء وبالـ عدل وولى الملامة الرجلا
وقوله :
3677 - أقلي اللوم عاذل والعتابا وقولي إن أصبت لقد أصابا
ولأنها كهاء السكت ، وهي تثبت وقفا وتخفف وصلا . قلت : كذا يقولون [ ص: 99 ] تشبيها للفواصل بالقوافي ، وأنا لا أحب هذه العبارة فإنها منكرة لفظا ولا خلاف في قوله : وهو يهدي السبيل أنه بغير ألف في الحالين .
قوله : هنالك منصوب بـ " ابتلي " وقيل : بـ " تظنون " . واستضعفه . وفيه وجهان ، أظهرهما : أنه ظرف مكان بعيد أي : في ذلك المكان الدحض وهو الخندق . الثاني : أنه ظرف زمان ، وأنشد بعضهم على ذلك : ابن عطية
3678 - وإذا الأمور تعاظمت وتشاكلت فهناك يعترفون أين المفزع
قوله : " وزلزلوا " قرأ العامة بضم الزاي الأولى وكسر الثانية على أصل ما لم يسم فاعله . وروى غير واحد عن كسر الأولى . وروى أبي عمرو عنه إشمامها كسرا . ووجه هذه القراءة أن يكون أتبع الزاي الأولى للثانية في الكسر ، ولم يعتد بالساكن لكونه غير حصين ، كقولهم : " منتن " بكسر الميم ، والأصل ضمها . الزمخشري
قوله : " زلزالا " مصدر مبين للنوع بالوصف . والعامة على كسر الزاي .
[ ص: 100 ] وعيسى والجحدري فتحاها . وهما لغتان في مصدر الفعل المضعف إذا جاء على فعلال نحو : زلزال وقلقال وصلصال . وقد يراد بالمفتوح اسم الفاعل نحو : صلصال بمعنى مصلصل ، وزلزال بمعنى مزلزل .