آ . (19) قوله : ربنا : العامة بالنصب على النداء . وابن كثير وأبو عمرو " بعد " بتشديد العين فعل طلب . والباقون " وهشام باعد " طلبا أيضا من المفاعلة بمعنى الثلاثي . وقرأ ابن الحنفية وسفيان بن حسين وابن السميفع " بعد " بضم العين فعلا ماضيا . والفاعل المسير أي : بعد المسير . و " بين " ظرف . كذلك إلا أنه ضم نون " بين " جعله فاعل " بعد " ، فأخرجه عن الظرفية كقراءة " وسعيد بن أبي الحسن تقطع بينكم " رفعا . فالمعنى على القراءة المتضمنة للطلب يكون المعنى : أنهم أشروا وبطروا ; فلذلك طلبوا بعد الأسفار . وعلى القراءة المتضمنة للطلب يكون المعنى : أنهم أشروا وبطروا ; فلذلك طلبوا بعد الأسفار . وعلى القراءة المتضمنة للخبر الماضي يكون شكوى من بعد الأسفار التي طلبوها أيضا .
وقرأ جماعة كثيرة منهم ابن عباس وابن الحنفية وعمرو بن فائد " ربنا " رفعا على الابتداء ، " بعد " بتشديد العين فعلا ماضيا خبره . وأبو رجاء والحسن كذلك إلا أنه " باعد " بالألف . والمعنى على هذه القراءة : شكوى بعد أسفارهم على قربها ودنوها تعنتا منهم . ويعقوب
وقرئ " بوعد " مبنيا للمفعول . وإذا نصبت " بين " بعد فعل متعد من هذه المادة في إحدى هذه القراءات سواء كان أمرا أم ماضيا فجعله الشيخ منصوبا [ ص: 176 ] على المفعول به لا ظرفا . قال : " ألا ترى إلى قراءة من رفع كيف جعله اسما " ؟ قلت : إقراره على ظرفيته أولى ، ويكون المفعول محذوفا ، تقديره : بعد السير بين أسفارنا . ويدل على ذلك قراءة " بعد " بضم العين " بين " بالنصب ، فكما تضمر هنا الفاعل وهو ضمير السير كذلك تبقي هنا " بين " على بابها ، وتنوي السير . وكان هذا أولى ; لأن حذف المفعول كثير جدا لا نزاع فيه ، وإخراج الظرف غير المتصرف عن ظرفيته فيه نزاع كثير ، وتحقيق هذا والاعتذار عن رفع " بينكم " مذكور في الأنعام .
وقرأ العامة " أسفارنا " جمعا . " سفرنا " مفردا .
وابن يعمر