4001 - بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى وصورتها أم أنت في العين أملح
أي : بل أنت . الثالث : أنها منقطعة لفظا ، متصلة معنى . قال : " أم هنا منقطعة في اللفظ لوقوع الجملة بعدها في اللفظ ، وهي في المعنى متصلة معادلة ; إذ المعنى : أنا خير منه أم لا ، وأينا خير " وهذه عبارة غريبة : أن تكون منقطعة لفظا ، متصلة معنى ، وذلك أنهما معنيان مختلفان ; فإن الانقطاع يقتضي إضرابا : إما إبطالا ، وإما انتقالا . الرابع : أنها متصلة ، والمعادل محذوف تقديره : أم تبصرون . وهذا لا يجوز إلا إذا كانت " لا " بعد أم نحو : أتقوم أم لا ؟ أي : أم لا تقوم . وأزيد عندك أم لا ؟ أي : أم لا هو عندك . أما حذفه دون " لا " فلا يجوز ، وقد جاء حذف " أم " مع المعادل وهو قليل جدا . قال الشاعر : أبو البقاء
4002 - دعاني إليها القلب إني لأمرها سميع فلا أدري أرشد طلابها
أي : أم غي . وكان الشيخ قد نقل عن أن هذه هي " أم " [ ص: 598 ] المعادلة أي : أم تبصرون الأمر الذي هو حقيق أن يبصر عنده ، وهو أنه خير من سيبويه موسى . قال : " وهذا القول بدأ به فقال : " أم هذه متصلة لأن المعنى : أفلا تبصرون أم تبصرون ، إلا أنه وضع قوله : " الزمخشري أنا خير " موضع " تبصرون " ; لأنهم إذا قالوا : أنت خير ، فهم عنده بصراء ، وهذا من إنزال السبب منزلة المسبب " . قال الشيخ : " وهذا متكلف جدا ; إذ المعادل إنما يكون مقابلا للسابق . فإن كان المعادل جملة فعلية كان السابق جملة فعلية أو جملة اسمية يتقدر منها فعلية ، كقوله : أدعوتموهم أم أنتم صامتون لأن معناه : أم صمتم ، وهنا لا تتقدر منها جملة فعلية ; لأن قوله : أم أنا خير ليس مقابلا لقوله : " أفلا تبصرون " . وإن كان السابق اسما كان المعادل اسما ، أو جملة فعلية يتقدر منها اسم نحو قوله :
4003 - أمخدج اليدين أم أتمت
فـ " أتمت " معادل للاسم ، فالتقدير : أم متما " قلت : وهذا الذي رده على رد على الزمخشري ; لأنه هو السابق به ، وكذا قوله أيضا : إنه لا يحذف المعادل بعد " أم " إلا وبعدها " لا " فيه نظر ; من حيث تجويز سيبويه حذف المعادل دون " لا " فهو رد على سيبويه أيضا . سيبويه
[ ص: 599 ] [قوله : ولا يكاد يبين هذه الجملة يجوز أن تكون معطوفة على الصلة ، وأن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالا ] . والعامة على " يبين " من أبان ، والباقر " يبين " بفتحها من بان أي : ظهر .