قوله ( وإن : لزمهم الضمان ) بلا نزاع . قوله ( وإن رجع شهود الأصل : لم يضمنوا ) ، يعني : شهود الأصل ، وهو المذهب ، اختاره حكم بشهادتهما ثم رجع شهود الفرع ، وغيره ، [ ص: 97 ] وقدمه في الهداية ، والمذهب ، والخلاصة ، والمستوعب ، والفروع ، والرعايتين ، القاضي وابن منجا في شرحه ، وقال : هذا المذهب ، ( ويحتمل أن يضمنوا ) ، وقطع به ، قاله في النكت ، وقدمه القاضي في المغني ، ونصره ، وهو الصواب . فائدتان . إحداهما : لو قال المصنف : ضمنوا ، على الصحيح من المذهب ، جزم به في الوجيز ، وغيره ، وقدمه في المحرر ، والرعايتين ، وقيل : لا يضمنون ، وحكى هذه الصورة ومسألة شهود الأصل " كذبنا ، أو غلطنا " : مسألتين في الرعايتين ، وحكاها بعضهم مسألة واحدة ، وهو المصنف وجماعة . الثانية قال في الفروع : أطلق جماعة من الأصحاب : أنه إذا المجد : لم يعمل بها ; لتأكد الشهادة ، بخلاف الرواية ، قال في المحرر ، والوجيز ، والفروع ، وغيرهم : لو أنكر الأصل شهادة الفرع لم يضمن الفريقان شيئا . قوله ( ومتى قال شهود الأصل " ما أشهدناهما بشيء " : لزمهم الضمان ، ولم ينقض الحكم ، سواء كان قبل القبض أو بعده ، وسواء كان المال قائما أو تالفا ، وإن رجع شهود المال بعد الحكم : غرموا القيمة ) ، بلا نزاع نعلمه ، لكنه مقيد بما إذا لم يصدقهم المشهود له ، وهو واضح ، [ ص: 98 ] وأما المزكون : فإنهم لا يضمنون شيئا . رجع شهود العتق
تنبيه :
محل الضمان إذا لم يصدقه المشهود له ، فإن : لم يضمن الشهود شيئا ، ويستثنى من الضمان : لو صدق الراجعين ، فإنهما لا يغرمان شيئا للمشهود عليه ، ذكره شهدا بدين ، فأبرأ منه مستحقه ، ثم رجعا في المغني في " كتاب الصداق " في مسألة تنصيف الصداق بعد هبتها للزوج ، قال : ولو قبضه المشهود له ، ثم وهبه المشهود عليه ، ثم رجعا : غرما ، انتهى . المصنف