الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( والنصراني يقول : والله الذي أنزل الإنجيل على عيسى وجعله يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ) . هكذا قال جماهير الأصحاب . وقال بعضهم : في تغليظ اليمين بذلك في حقهم نظر . لأن أكثرهم إنما يعتقد أن عيسى ابن الله .

قوله ( والمجوسي يقول : والله الذي خلقني ورزقني ) . هذا المذهب . وعليه الأصحاب . وذكر ابن أبي موسى : أنه يحلف مع ذلك بما يعظمه من الأنوار وغيرها . وفي تعليق أبي إسحاق بن شاقلا عن أبي بكر بن جعفر ، أنه قال : ويحلف المجوسي . فيقال له : قل والنور والظلمة . قال القاضي : هذا غير ممتنع أن يحلفوا ، وإن كانت مخلوقة ، كما يحلفون في المواضع التي يعظمونها ، وإن كانت مواضع يعصى الله فيها . قاله في النكت . ونقل المجد من تعليق القاضي : تغلظ اليمين على المجوسي : بالله الذي بعث إدريس رسولا . لأنهم يعتقدون أنه الذي جاء بالنجوم التي يعتقدون تعظيمها . ويغلظ على الصابئ : بالله الذي خلق النار . لأنهم يعتقدون تعظيم النار . [ ص: 122 ] قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : هذا بالعكس . لأن المجوس تعظم النار ، والصابئة تعظم النجوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية