5233 ص: وأما حديث  أبي هريرة   -رضي الله عنه- فإنما ذلك عندنا -والله أعلم- على أن النبي -عليه السلام- وجه أبان  إلى نجد  قبل أن يتهيأ خروجه إلى خيبر  فتوجه أبان  في ذلك، 
 [ ص: 338 ] ثم حدث من خروج النبي -عليه السلام- إلى خيبر  ما حدث، فكان ما غاب فيه أبان  من ذلك عن حضور خيبر،  ليس هو شغل شغله النبي -عليه السلام- عن حضورها بعد إرادته إياه، فيكون كمن حضرها. 
فهذان الحديثان أصلان في كل من أراد الخروج مع الإمام إلى قتال العدو، فرده الإمام بأمر آخر من أمور المسلمين فتشاغل به حتى غنم الإمام غنيمة،  فهو كمن حضر مع الإمام، يسهم له في الغنيمة كما يسهم لمن حضرها، وكل شيء تشاغل به رجل من شغل نفسه أو شغل المسلمين مما كان دخوله فيه متقدما ثم حدث للإمام قتال عدو، فتوجه له فغنم، فلا حق لذلك الرجل في الغنيمة، وهي بين من حضرها وبين من حكمه حكم الحاضر لها. 
     	
		
				
						
						
