الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5235 5236 ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر -رضي الله عنه- قال: "لولا أن يكون الناس ببانا ليس لهم شيء؛ ما فتح الله - عز وجل - علي قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله -عليه السلام- خيبر".

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا ابن المبارك ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول:... فذكر نحوه.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان إسنادان صحيحان، ورجالهما كلهم رجال الصحيح ما خلا ابن خزيمة - وهو أيضا ثقة كبير.

                                                وأسلم أبو زيد - وقيل: أبو خالد - المدني مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

                                                وأخرجه البيهقي: من حديث هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه، سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "لولا أني أترك الناس ببانا لا شيء لهم؛ ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله -عليه السلام- خيبر".

                                                وأخرجه البخاري: من حديث مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه، عن عمر قال: "لولا آخر المسلمين ما افتتحت قرية إلا قسمتها [بين أهلها] كما قسم رسول الله -عليه السلام- خيبر".

                                                [ ص: 343 ] قوله: "ببانا" بباءين موحدتين، قال أبو عبيد: لا أحسبه عربيا. وقال أبو سعيد الضرير: ليس في كلام العرب ببان، والصحيح عندنا: بيانا واحدا، والعرب إذا ذكرت من لا يعرف قالوا: هذا هيان بن بيان.

                                                المعنى: لأسوين بينهم في العطاء حتى يكونوا شيئا واحدا لا فضل لأحد على غيره. وقال الأزهري: ليس كما ظن، وهذا حديث مشهور رواه أهل الإتقان، وكأنها لغة يمانية، ولم تقس في كلام معد.

                                                وقال ابن الأثير: معنى كلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لولا أن أترك آخر الناس ببانا واحدا؛ أي أتركهم شيئا واحدا؛ لأنه إذا قسم البلاد المفتوحة على الغانمين بقي من لم يحضر الغنيمة ومن لم يجئ بعد من المسلمين بغير شيء منها، فلذلك تركها لتكون بينهم جميعهم.




                                                الخدمات العلمية