الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5223 ص: واحتجوا لقولهم أيضا بما حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا المبارك ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: " أن رسول الله -عليه السلام- بعث سرية فيها ابن عمر ، -رضي الله عنهما- فغنموا غنائم كثيرة، فكانت غنائمهم لكل إنسان اثني عشر بعيرا، ونفل كل إنسان منهم بعيرا بعيرا سوى ذلك". .

                                                قالوا: فهذا ابن عمر يخبر أنهم قد نفلوا بعد سهامهم بعيرا بعيرا، فلم ينكر ذلك النبي -عليه السلام-.

                                                قيل لهم: ما لكم في هذا الحديث من حجة، وهو إلى الحجة عليكم أقرب منه إلى الحجة لكم؛ لأن فيه: "فبلغت سهامهم اثني عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا"، ففي ذلك دليل أن ما نفلوا منه ما نفلوا من ذلك كان من غير ما كانت فيه سهمانهم وهو الخمس، فلا حجة لكم بهذا الحديث في النفل من غير الخمس.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي احتج أهل المقالة الأولى أيضا فيما ذهبوا إليه بحديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.

                                                أخرجه بإسناد صحيح.

                                                والمبارك هو ابن فضالة.

                                                [ ص: 324 ] وأخرجه البخاري: نا عبد الله بن يوسف، أنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر: "أن رسول الله -عليه السلام- بعث سرية فيها عبد الله قبل نجد، فغنموا إبلا كثيرة، فكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا - أو أحد عشر بعيرا - ونفلوا بعيرا بعيرا".

                                                وأخرجه مسلم: عن يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: "بعث النبي -عليه السلام- سرية وأنا فيهم قبل نجد، فغنموا إبلا كثيرة، فكانت سهمانهم اثني عشر بعيرا - أو أحد عشر بعيرا - ونفلوا بعيرا بعيرا".

                                                وأخرجه أبو داود: عن القعنبي ، عن مالك .

                                                وعن القعنبي وابن موهب كلاهما، عن الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر: "أن رسول الله -عليه السلام- بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد..." الحديث.

                                                قوله: "قالوا" أي: قال أهل المقالة الأولى، وأشار إلى بيان وجه استدلالهم بالحديث المذكور، وأجاب عنه بقوله: "قيل لهم..." إلى آخره، وهو ظاهر.

                                                وقال أبو عمر: في الحديث من الفقه: إرسال السرايا إلى أرض العدو، وذلك عند العلماء مردود إلى إذن الإمام واجتهاده على قدر ما يعلم من قوة العدو وضعفه.

                                                وفيه: أن ما يحصل عليه المسلمون ويعيدونه من أموال العدو يسمى غنيمة.

                                                وفيه: أن للإمام والأمير على الجيش أن ينفل من الغنائم ما شاء على قدر اجتهاده.

                                                وفيه: أن ما غنمه المسلمون من أموال المشركين يقسم بينهم بعد إخراج خمسه.




                                                الخدمات العلمية