الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
41 - وإن نص على حكم مسألة ، ثم قال " ولو قال قائل ، أو ذهب ذاهب إلى كذا " يريد حكما يخالف ما نص عليه [ لصفة الروايات المنقولة عن الإمام أحمد رضي الله عنه ] كان مذهبا : لم يكن ذلك مذهبا للإمام رضي الله عنه أيضا ، كما لو قال " وقد ذهب قوم إلى كذا " ، قاله أبو الخطاب ، ومن بعده ، وقدمه في الرعاية ، والفروع ، وآداب المفتي ، وغيرهم ، ويحتمل أن يكون مذهبا له ، ذكره في الرعاية من عنده ، قلت : وهو متوجه .

[ ص: 254 ] كقوله " يحتمل قولين " ، قال في الفروع : وقد أجاب الإمام أحمد رضي الله عنه فيما إذا سافر بعد دخول الوقت : هل يقصر ؟ وفي غير موضع بمثل هذا ، وأثبت القاضي وغيره : روايتين .

43 - وهل يجعل فعله ، أو مفهوم كلامه مذهبا له ؟ على وجهين ، وأطلقهما في الرعايتين ، وآداب المفتي ، وأصول ابن مفلح ، قال في تهذيب الأجوبة : عامة أصحابنا يقولون : إن فعله مذهب له ، وقدمه هو ، ورد غيره ، قال في آداب المفتي : اختار الخرقي ، وابن حامد ، وإبراهيم الحربي : أن مفهوم كلامه مذهبه ، واختار أبو بكر : أنه لا يكون مذهبه .

44 - فإن جعلنا المفهوم مذهبا له ، فنص في مسألة على خلاف المفهوم : بطل ، وقيل : لا يبطل ، فتصير المسألة على روايتين ، إن جعلنا أول قوليه في مسألة واحدة مذهبا له . 45 - وصيغة الواحد من أصحابه ورواته في تفسير مذهبه ، وإخبارهم عن رأيه : كنصه في وجه ، قاله في الرعايتين ، قال في الفروع : هو مذهبه في الأصح ، قال في تهذيب الأجوبة : إذا بين أصحاب أبي عبد الله رضي الله عنه قوله بتفسير جواب له ، أو نسبوا إليه بيان حد في سؤال : فهو منسوب إليه ، ومنوط به ، وإليه يعزى ، وهو بمثابة نصه ، ونصره ، قال في آداب المفتي : اختاره ابن حامد ، وغيره ، [ ص: 255 ] وهو قياس قول الخرقي ، وغيره ، قال ابن حامد : وخالفنا في ذلك طائفة من أصحابنا : مثل الخلال ، وأبي بكر عبد العزيز .

تنبيه

هذه الصيغ والمسائل التي وردت عن الإمام أحمد رضي الله عنه ، وما قاله الأصحاب فيها كلها أو غالبها مذكور في تهذيب الأجوبة لابن حامد ، مبسوط بأمثلة كثيرة لكل مسألة مما تقدم ، وله فيها أيضا أشياء كثيرة غير ما تقدم ، تركنا ذكرها للإطالة ، ومذكور أيضا في آداب المفتي ، والرعاية الكبرى ، وبعضه في الرعاية الصغرى ، والحاوي الكبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية