الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 51 ] قوله ( الثاني : استعمال المروءة ، وهو فعل ما يجمله ويزينه ، وترك ما يدنسه ويشينه ، فلا تقبل شهادة المصافع والمتمسخر والمغني ) قال في الرعاية : ويكره سماع الغناء والنوح بلا آلة لهو ، ويحرم معها ، وقيل : وبدونها ، من رجل وامرأة ، وقيل : يباح ، ما لم يكن معه منكر آخر ، وإن داومه أو اتخذه صناعة يقصد له ، أو اتخذ غلاما أو جارية مغنيين يجمع عليهما الناس : ردت شهادته وإن استتر به وأكثر منه : ردها من حرمه أو كرهه ، وقيل : أو أباحه ، لأنه سفه ودناءة يسقط المروءة ، وقيل " الحداء " نشيد الأعراب . كالغناء في ذلك ، وقيل : يباح سماعها . انتهى . وقال في الفروع : يكره غناء ، وقال جماعة : يحرم ، وقال في الترغيب ، اختاره الأكثر ، قال الإمام أحمد رحمه الله : لا يعجبني ، وقال في الوصي : يبيع أمة للصبي على أنها غير مغنية ، وعلى أنها لا تقرأ بالألحان ، وقيل : يباح الغناء والنوح ، اختاره الخلال ، وصاحبه أبو بكر ، وكذا سماعه ، وفي المستوعب ، والترغيب ، وغيرهما : يحرم مع آلة لهو ، بلا خلاف بيننا ، وكذا قالوا هم وابن عقيل : إن كان المغني امرأة أجنبية ، ونقل المروذي ، ويعقوب : أن الإمام أحمد رحمه الله : سئل عن الدف في العرس بلا غناء ؟ فلم يكرهه .

[ ص: 52 ] فوائد

منها يكره بناء الحمام ، على الصحيح من المذهب ، على ما تقدم في أواخر " باب الغسل " ونقل ابن الحكم : لا تجوز شهادة من بناه للنساء ، وتقدم أحكام الحمام في آخر " باب الغسل " . ومنها : الشعر كالكلام ، سأله ابن منصور : ما يكره منه ؟ قال : الهجاء ، والرقيق الذي يشبب بالنساء ، واختاره جماعة قول أبي عبيد : أن يغلب عليه الشعر ، قال في الفروع : وهو أظهر . ومنها : لو أفرط شاعر في المدحة بإعطائه ، وعكسه بعكسه ، أو شبب بمدح خمر ، أو بمرد وفيه احتمال : أو بامرأة معينة محرمة : فسق ، لا إن شبب بامرأته أو أمته ، ذكره القاضي ، واختار في الفصول ، والترغيب : ترد . كديوث

التالي السابق


الخدمات العلمية