الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19328 - أخبرنا أبو عبد الله، وأبو بكر ، وأبو زكريا ، قالوا: حدثنا أبو العباس [ ص: 116 ] ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا سفيان ، أخبرنا إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، " احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال للحجام: اشكموه " .

19329 - زاد أبو عبد الله في روايته: قال الشافعي : وليس في شيء من هذه الأحاديث شيء مختلف ولا ناسخ ولا منسوخ، فإنه قد أخبرنا أنه رخص لمحيصة أن يعلفه ناضحه، ويطعمه رقيقه، ولو كان حراما لم يجز رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحيصة أن يملك حراما، ولا يعلفه ناضحه، ولا يطعمه رقيقه، ورقيقه ممن عليه فرض الحلال والحرام، ولم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاما على الحجامة؛ لأنه لا يعطي إلا ما يحل له أن يعطيه، وما يحل لمالكه ملكه، والمعنى في نهيه عنه وإرخاصه في أن يطعمه الناضح والرقيق: أن من المكاسب دنيا وحسنا، فكان كسب الحجام دنيا فأحب له تنزيه نفسه عن الدناءة لكثرة المكاسب التي هي أجمل منه، فلما زاده فيه أمره أن يعلفه ناضحه، ويطعمه رقيقه تنزيها له لا تحريما عليه.

19330 - قال الشافعي : وقد روي أن رجلا ذا قرابة لعثمان قدم عليه، فسأله عن معاشه؟ فذكر له غلة حمام وكسب حجام أو حجامين، فقال: إن كسبكم لوسخ، أو قال: لدنس، أو: لدنيء، أو كلمة تشبهها.

التالي السابق


الخدمات العلمية