الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7 - القافة ودعوى الولد

20312 - كتب إلي أبو نعيم عبد الملك بن أبي الحسن ، أن أبا عوانة أخبرهم، حدثنا المزني ، حدثنا الشافعي ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرف السرور في وجهه، فقال: " ألم تري إلى مجزز المدلجي نظر إلى أسامة ، وزيد وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما " ، فقال: "إن هذه الأقدام بعضها من بعض " [ ص: 366 ] ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الوليد الفقيه قال: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: قال المزني : قال الشافعي : أخبرنا سفيان ، فذكره، أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما، من حديث سفيان ، وأخرجاه من حديث ابن جريج ، وإبراهيم بن سعد ، والليث بن سعد ، عن الزهري .

20313 - وأخرجه مسلم ، من حديث يونس بن يزيد ، عن الزهري ، وزاد: "كان مجزز قائفا".

20314 - قال الشافعي في رواية الزعفراني فرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يسر بالحق ويقبله، ولو كان أمر القافة باطلا لقال: لا تقل في هذا شيئا، فإنك وإن أصبت في بعض فلعلك تخطئ في بعض، ولم يطلع الله على الغيب أحدا، ولكنه والله أعلم رآه علما أوتيه من أوتيه وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملونه، وهو الذي أدركت عليه أهل العلم والحكام ببلدنا لا اختلاف فيه.

20315 - وفي رواية أبي بكر بن المنذر ، عن الربيع قال: قال الشافعي : فلو لم يكن في القافة إلا هذا كان ينبغي أن يكون فيه دلالة لمن سمعه لأن الأمر لو كان كما قال بعض الناس لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقل في مثل هذا لأنك إن أصبت في شيء لم آمن عليك أن تخطئ في غيره، وفي خطئك قذف لمسلمة أو نفي نسب، وما أقره، إلا أنه رضيه ورآه علما؛ لأنه لا يقر إلا حقا، ولا يسر إلا بالحق.

20316 - قال: وأخبرني عدد من أهل العلم من أهل المدينة ومكة أنهم أدركوا الحكام يقضون بقول القافة، أخبرهم من كان قبلهم أنهم أدركوا مثل ما أدركوا ولم يروا بين أحد يرضونه عندهم تنازعا في القول بالقافة.

التالي السابق


الخدمات العلمية