الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19056 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا أبو الربيع ، حدثنا شريك ، عن جابر ، عن محمد بن قرظة ، عن أبي سعيد الخدري قال: اشتريت كبشا لأضحي به، فأفلت فعدا عليه الذئب، فقطع أليته، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: " ضح به " .

19057 - فهذا حديث رواه سفيان ، وشعبة ، وإسرائيل ، وشريك ، عن جابر بن يزيد الجعفي وقال بعضهم في الحديث: " فقطع الذئب أليته، أو من أليته " [ ص: 52 ] .

19058 - ورواه الحجاج بن أرطأة ، عن شيخ، من أهل المدينة ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا بأس بالأضحية المقطوعة الذنب " .

19059 - ونحن لا نحتج بالحجاج بن أرطأة ، ولا بجابر الجعفي ، واعتمادنا في ذلك من طريق الأثر على حديث عبد الله بن الزبير ، والذي يطعن في روايتهما قد يحتج بهما إذا رويا ما يوافق مذهبه، ثم إنه يعلق براوية من رواه بالشك " في أليته، أو من أليته، وزعم أن في مذهب صاحبه إذا كان المقطوع أقل من الربع ضحى به، وفي مذهب صاحبيه إذا كان أقل من النصف ضحى به، فإذا كان أكثر وإذا لم نقل بالحديث ولا بالأثر، فمن حد لهم هذا المقدار الذي يرونه، والتحديد لا يوجد إلا من توقيف.

19060 - قال الشافعي : إنما نظر في هذا كله إلى يوم يوجبه، فإذا كان تاما وبلغ ما جعله له، أجزأ عنه بتمامه عند الإيجاب وبلوغه أمده.

[ ص: 53 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية