الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15 - الفرع والعتيرة

19158 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ، أخبرنا أبو النضر ، أخبرنا أبو جعفر ، حدثنا المزني ، حدثنا الشافعي ، أخبرنا عبد الوهاب ، عن خالد الحذاء ، عن أبي المليح ، عن نبيشة قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنا كنا نعتر عتيرة في رجب فما تأمرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذبحوا لله في أي شهر ما كان، وبروا لله وأطعموا " ، فقال: إنا كنا نفرع فرعا في الجاهلية فما تأمرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك، حتى إذا استجمل ذبحته وأطعمته، فإن ذلك هو خير " .

19159 - وبإسناده قال: حدثني الشافعي ، أخبرني من سمع زيد بن أسلم ، يحدث عن رجل من بني ضمرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الفرعة؟ فقال: " الفرعة حق، وأن تغذوه حتى يكون ابن لبون زخربا، فتعطيه أرملة أو تحمل عليه في سبيل الله، خير من أن تكفأ إناءك، أو توله ناقتك وتأكله يلتصق لحمه بوبره " .

19160 - قال أحمد : حديث نبيشة هذا قد أخرجه أبو داود في كتاب السنن من حديث بشر بن المفضل ، عن خالد ، وحديث زيد بن أسلم قد رواه عنه ابن عيينة ، وقد روي في حديث عمرو بن شعيب .

19161 - قال الشافعي في كتاب حرملة : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا فرع، ولا [ ص: 74 ] عتيرة " .

19162 - قال الزهري : الفرعة: أول النتاج، والعتيرة: شاة تذبح عن كل أهل بيت في رجب، أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، فذكره بإسناده ومعناه، رواه مسلم في الصحيح، عن يحيى بن يحيى ، عن سفيان ، وأخرجه البخاري من حديث معمر ، عن الزهري .

19163 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسين ، أخبرنا عبد الرحمن - يعني ابن محمد بن إدريس قال: قرئ على بحر بن نصر : قال الشافعي رحمه الله في تفسير الفرعة: شيء كان أهل الجاهلية يطلبون به البركة في أموالهم، فكان أحدهم يذبح بكر ناقته يعني أول نتاج يأتي عليه لا يغذوه رجاء البركة فيما يأتي بعده، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " فرعوا إن شئتم " ، أي اذبحوا إن شئتم، وكانوا يسألونه على ما يصنعونه في الجاهلية خوفا أن يكره في الإسلام، فأعلمهم أنه لا مكره لهم فيه، وأمرهم أن يغذوه ثم يحملون عليه في سبيل الله.

19164 - قال أحمد : ويذبحه ويطعمه كما في حديث نبيشة .

19165 - قال الشافعي : الفرعة حق، يعني أنها ليست بباطل، ولكنه كلام عربي يخرج على 5 جواب السائل [ ص: 75 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية