الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 81 ] 17 - ما يحرم من جهة ما لا تأكل العرب

[ ص: 82 ]

19193 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي رحمه الله: " أصل التحريم نص كتاب أو سنة، أو جملة كتاب أو سنة أو إجماع " .

19194 - قال الله جل ثناؤه: ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) .

19195 - قال: وإنما تكون الطيبات والخبائث عند الآكلين كانوا لها، وهم العرب الذين سألوا عن هذا، ونزلت فيهم الأحكام، وكانوا يكرهون من خبيث المأكل ما لا يكرهها غيرهم.

19196 - قال: وسمعت بعض أهل العلم يقولون في قول الله عز وجل: ( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه ) - يعني ما كنتم تأكلون - .

19197 - وأخبرنا أبو سعيد في موضع آخر: حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي قال: فأهل التفسير، أو من سمعت منهم يقول في قول الله عز وجل: ( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما ) يعني ما كنتم تأكلون: فإن العرب قد كانت تحرم أشياء على أنها من الخبائث وتحل أشياء على أنها من الطيبات، فأحلت لهم الطيبات عندهم إلا ما استثني، وحرمت عليهم الخبائث عندهم قال الله عز وجل: ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية