الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20330 - وأخبرنا ابن بشران ، أخبرنا علي بن محمد المصري ، حدثنا مالك بن يحيى ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن عمر في رجلين وطئا جارية في طهر واحد، فجاءت بغلام، فارتفعا إلى عمر فدعا لهما ثلاثة من القافة، فاجتمعوا على أنه آخذ الشبه منهما جميعا، وكان عمر قائفا، فقال له: قد " كانت الكلبة ينزو عليها الكلب الأسود والأصفر والأنمر، فتؤدي إلى كل كلب شبهه، ولم أكن أرى هذا في الناس حتى رأيت هذا " ، فجعله عمر لهما يرثانه ويرثهما، وهو للباقي منهما.

20331 - قال الشافعي لبعض من كان يناظره: قلنا: فقد رويت عن عمر أنه دعا القافة، فزعمت أنك لا تدعو القافة فخالفته.

20332 - قال أحمد : وفيما روينا دلالة على أنه إنما ألحقه بهما لأنه أخذ الشبه منهما ولم تدر القافة لأيهما هو، ألا تراه قال: إنا نقوف الآثار.

20333 - وقال الراوي: وكان عمر قائفا، فدل على أنه لو كان أخذ الشبه من أحدهما دون الآخر لألحقه به دون الآخر، كما فعل في قصه عبد الرحمن بن عوف [ ص: 370 ] .

20334 - وهذا يخالف مذهبهم كما قال الشافعي ، وأما إلحاقه الولد بهما فهو يخالف ما روينا عنه من أمره الغلام بأن يوالي أحدهما عند الاشتباه على القافة.

20335 - وقد أجاب عنه الشافعي بأن قال: إسناد حديث هشام متصل، والمتصل أثبت عندنا، وعندكم من المنقطع، وإنما هذا حديث منقطع.

20336 - قال الشافعي : وسليمان بن يسار وعروة أحسن مرسلا، عن عمر ، ممن رويت عنه يريد رواية مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، - فإن مراسيل الحسن غير قوية، ومبارك بن فضالة ليس بحجة عند أهل العلم بالحديث.

20337 - وروي عن عوف ، عن أبي المهلب ، عن عمر ، وهو أيضا منقطع.

20338 - ولا يشك حديثي في أن مرسل سليمان بن يسار وعروة أولى من مرسل أبي المهلب والحسن .

20339 - وأما رواية قتادة عن ابن المسيب ، فهي منقطعة، وقد عارضها رواية الحجازيين عن عروة وسليمان بن يسار .

20340 - ورواية أسلم المنقري ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير في قصة عبد الرحمن بن عوف فهذا أثبت، والحجازيون أعرف بأحكام عمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية