الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20413 - فأما حديث همام فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا علي بن الحسن الدارابجردي ، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة : " أن رجلا أعتق شقصا له في مملوك، فغرمه النبي صلى الله عليه وسلم، بقية ثمنه " .

20414 - قال همام : وكان قتادة يقول: إن لم يكن له مال استسعى.

20415 - وهذا حديث رواه أبو بكر بن المنذر صاحب "الخلافيات" عن علي بن الحسن ، واعتمد عليه.

20416 - وكذلك رواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن أبيه .

وقد قال أبو موسى : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول: "أحاديث همام ، عن قتادة ، من أصح الأحاديث؛ لأنه كتبها إملاء"، أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو علي الحافظ ، أخبرنا أحمد بن محمد بن حريث ، أخبرنا موسى . . . فذكره.

[ ص: 395 ] 20417 - وفيما حكى علي بن المديني ، عن يحيى بن سعيد القطان قال: " شعبة أعلم الناس بحديث قتادة ما سمع منه وما لم يسمع، وهشام أحفظ وسعيد أكثر " أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أحمد بن كامل ، يقول: سمعت أبا قلابة ، يقول: سمعت علي بن المديني ، فذكره عن يحيى بن سعيد .

20418 - قال أحمد : فقد اجتمع هاهنا شعبة مع فضل حفظه، وعلمه بما سمع من قتادة وما لم يسمع، وهشام مع فضل حفظه، وهمام مع صحة كتابه، وزيادة معرفته بما ليس من الحديث على خلاف ابن أبي عروبة ، ومن تابعه في إدراج السعاية في الحديث، وفي هذا ما يضعف ثبوت الاستسعاء بالحديث.

20419 - أخبرنا أبو عبد الله ، حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي : " وقيل لمن حضر من أهل الحديث: لو اختلف نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحده، وهذا الإسناد أيهما كان أثبت؟ " قال: نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: "وعلينا أن نصير إلى الأثبت من الحديثين" قال: نعم. قلت: " فمع نافع حديث عمران بن الحصين بإبطال الاستسعاء " قال: فقام بعضهم يناظرني في قولنا، وقولك. فقلت: " أوللمناظرة موضع مع ثبوت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بطرح الاستسعاء في حديث نافع ، وعمران؟ " قال: إنا نقول: إن أيوب قال: وربما قال نافع : " فقد عتق منه ما عتق " وربما لم يقله قال: وأكثر ظني أنه شيء كان يقول نافع برأيه ، قال الشافعي : " فقلت له: لا أحسب عالما بالحديث ورواته يشك في أن مالكا أحفظ لحديث نافع من أيوب ؛ لأنه كان ألزم له من أيوب ، ولمالك. فقيل: حفظه لحديث أصحابه خاصة ولو استويا في الحفظ فشك أحدهما في شيء لم يشك فيه صاحبه، لم يكن في هذا موضع لأن يغلط به الذي لم يشك إنما يغلط الرجل بخلاف من هو أحفظ منه أو يأتي بشيء في الحديث يشركه في من لم يحفظ منه ما حفظ منه، هم عدد وهو منفرد، قد وافق مالكا في زيادة: وإلا فقد عتق منه ما عتق ". يعني غيره من أصحاب نافع [ ص: 396 ] . قال الشافعي : وزاد بعضهم: " ورق منه ما رق " .

20420 - قال أحمد : روينا عن محمد بن إسماعيل البخاري ، أنه قال: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر .

20421 - وقال أيوب السختياني : كانت لمالك حلقة في حياة نافع .

20422 - وقال علي بن المديني : كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدا.

20423 - وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو بكر الأشناني قالا: أخبرنا أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي ، يقول: قلت ليحيى بن معين : مالك أحب إليك في نافع أو عبيد الله بن عمر ؟ قال: " مالك " قلت: فأيوب السختياني ؟ قال: " مالك " .

20424 - قال أحمد : وروينا عن يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، أنهما قالا: كان مالك من أثبت الناس في حديثه.

20425 - وقال أحمد : وقد تابع مالكا على روايته عن نافع أثبت آل عمر في زمانه وأحفظهم: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية