الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
20652 - أخبرناه أبو سعيد ، حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا عبد الله بن الحارث بن عبد الملك ، عن ابن جريج ، أنه: قال لعطاء : ما الخير: المال؟ أم الصلاح؟ أم كل ذلك؟ قال: " ما نراه إلا المال " . قلت: فإن لم يكن عنده مال، وكان رجل صدق؟ قال: " ما أحسب خيرا إلا ذلك المال، والصلاح " .

20653 - قال: وقال مجاهد : ( إن علمتم فيهم خيرا ) المال كائنة أخلاقهم وأديانهم ما كانت.

20654 - قال الشافعي : والخير كلمة يعرف ما أريد منها بالمخاطبة بها قال الله تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) فعقلنا أنهم خير البرية بالإيمان وعمل الصالحات، لا بالمال.

20655 - وقال الله: ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير ) فعقلنا أن الخير: المنفعة بالأجر، لا أن في البدن لها مالا [ ص: 439 ] .

20656 - وقال: ( إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا ) فعقلنا أنه إن ترك مالا؛ لأن المال المتروك.

20657 - وبقوله: ( الوصية للوالدين والأقربين ) فلما قال الله: ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) كان أظهر معانيها بدلالة من استدللنا به من الكتاب قوة على اكتساب المال وأمانة. لأنه قد يكون قويا فيكتسب فلا يؤدي إذا لم يكن ذا أمانة، وأمينا فلا يكون قويا على الكسب فلا يؤدي.

التالي السابق


الخدمات العلمية