ومثله قول الله تعالى : ( ولما سكت عن موسى الغضب ) ، والغضب لا يسكت ، إنما يسكت صاحبه ، ومعناه : سكن ، وقوله : ( قوله تعالى ( فإذا عزم الأمر ) ، إنما يعزم الأمر أهله ، وقال الشاعر :
إن دهرا يلف شملي بجمل لزمان يهم بالإحسان
وقال الآخر :
شكا إلي جملي طول السرى صبرا جميلا فكلانا مبتلى
[ ص: 216 ] والجمل لم يشك ، إنما تكلم به على أنه لو نطق لقال ذلك ، وكذلك قول عنترة :
وازور من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
قلت : ونحو ما ذكرنا ، قول الله عز وجل : ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ، ونحن نعلم بالضرورة ، أن القرية لا تخاطب .
ونحوه قوله تعالى : ( فما بكت عليهم السماء والأرض ) .