الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
209 - أنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، أنا أبو حفص : عمر بن أحمد بن هارون المقرئ ، أنا عبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي ، قال : سمعت عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، يقول : " أصل التشابه : أن يشبه ، اللفظ اللفظ في الظاهر ، والمعنيان مختلفان ، قال الله تعالى في وصف ثمر الجنة : ( وأتوا به متشابها ) ، أي : متفق المناظر ، مختلف الطعوم ، وقال : ( تشابهت قلوبهم ) ، أي : أشبه بعضها بعضا في الكفر والقسوة ، ومنه يقال : اشتبه علي الأمر : إذا أشبه

[ ص: 209 ] غيره ، فلم تكد تفرق بينهما ، وشبهت علي : إذا ألبست الحق بالباطل ، ومنه قيل لأصحاب المخاريق : أصحاب الشبه ، لأنهم يشبهون الباطل بالحق ، ثم قد يقال لكل ما غمض ودق : متشابه ، وإن لم تقع الحيرة فيه من جهة الشبه بغيره ، ألا ترى أنه قد قيل للحروف المقطعة في أوائل السور متشابه ، وليس الشك فيها والوقوف عندها لمشاكلتها غيرها والتباسها بها .

ومثل المتشابه (المشكل) سمي بذلك لأنه أشكل أي : دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله ، ثم قد يقال لما غمض ، وإن لم يكن غموضه من هذه الجهة مشكلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية