الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
230 - أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أنا إسماعيل بن علي [ ص: 230 ] الخطبي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : " سألت أبي عن الآية ، إذا جاءت تحتمل أن تكون ، عامة ، وتحتمل أن تكون خاصة ، ما السبيل فيها ؟

قال : إذا كان للآية ظاهر ينظر ما عملت به السنة ، فهو دليل على ظاهرها .


ومنه قول الله تعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم ) ، فلو كانت على ظاهرها ، لزم كل من قال بالظاهر ، أن يورث كل من وقع عليه اسم " ولد " ، وإن كان قاتلا ، أو يهوديا ، أو نصرانيا ، أو عبدا ، فلما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم " .

كان ذلك معنى الآية .

قلت لأبي : إذا لم يكن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيء مشروع ، يخبر فيه عن خصوص أو عموم ؟

قال أبي : ينظر ما عمل به أصحابه ، فيكون ذلك معنى الآية ، فإن اختلفوا ، ينظر أي القولين أشبه بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون العمل عليه .

وقال عبد الله : سألت أبي ، قلت : أتقول في السنة تقضي على الكتاب ؟ قال : قد قال ذلك قوم منهم مكحول والزهري .

[ ص: 231 ] أرى قلت لأبي : فما تقول أنت ؟

قال : أقول : إن السنة تدل على معنى الكتاب ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية