الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
278 - أنا محمد بن الحسين القطان ، أنا دعلج بن أحمد ، أنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، أن سعيد بن منصور حدثهم ، قال : نا سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن عكرمة ، قال : سمعته يقول : " لما نزلت : ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ) ، قال المنافقون : قد بقي من الناس ناس لم ينفروا فهلكوا ، وكان قوم تخلفوا ليتفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، فنزل العذر لأولئك ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم ) ، وأنزل الله تعالى في أولئك ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم ) .

قلت : ذكر الله [تعالى] الطائفة في هذه الآية ، واسم الطائفة يقع على القليل وعلى الكثير ، فوجب أن يثبت الحكم بمن وقع عليه هذا الاسم ، وقرن الله تعالى الحذر بالإنذار في قوله : ( لعلهم يحذرون ) ومعناه : واجب عليهم أن يحذروا كما قال : ( لعلهم يتقون ) ، و ( لعلهم يفقهون ) ، و ( لعلهم يهتدون ) إيجابا عليهم أن يتقوا ، وأن يفقهوا ، وأن يهتدوا وقال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .

[ ص: 281 ] فأمر الله بالتثبت في خبر الفاسق ، وبين أن ذلك لئلا يصاب قوم بجهالة فيصبح من قضى بخبر الفاسق نادما ، وفي ذلك دلالة واضحة على إمضاء خبر العدل ، والفرق بينه وبين خبر الفاسق ، ولو كانا سيين في التثبت لبينه عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية