الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
371 - أنا أبو الحسين : أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ ، نا القاضي أبو عبد الله : الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا عمي ، نا أبي ، [ ص: 371 ] عن ابن إسحاق قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد ، عن المجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق بن الأجدع قال : ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس فقال : " أيها الناس ما إكثاركم في صدقات النساء ، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وإنما الصدقات فيما بين أربعمائة درهم فما دون ذلك ، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى أو مكرمة لم تسبقوهم إليها ، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم " ، قال : ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش ، فقالت : يا أمير المؤمنين أنهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ؟ قال : " وما ذاك ؟ " قالت : أو ما سمعت ما أنزل الله تعالى في القرآن ؟ قال : " وأنى ذلك ؟ " قال : فقالت : أو ما سمعت الله تعالى يقول : ( وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ) . قال : فقال : " اللهم غفرا ، كل إنسان أفقه من عمر " ، ثم رجع فركب المنبر ، ثم قال : " أيها الناس ، إني كنت قد نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب وطابت به نفسه فليفعل " .

[ ص: 372 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية