الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
166 - أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أنا أبو محمد : إسماعيل بن علي الخطبي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سألت أبي عن الرجل ، يجب عليه طلب العلم ؟ فقال : " أما ما يقيم به الصلاة ، وأمر دينه من الصوم ، والزكاة ، وذكر شرائع الإسلام ، قال : ينبغي له أن يعلم ذلك " .

قلت : فواجب على كل أحد طلب ما يلزمه معرفته ، مما فرض الله عليه ، على حسب ما يقدر عليه من الاجتهاد لنفسه ، وكل مسلم بالغ عاقل من ذكر أو أنثى ، حر وعبد ، تلزمه الطهارة والصلاة والصيام .

[ ص: 174 ] فرضا ، فيجب على كل مسلم تعرف علم ذلك ، وهكذا يجب على كل مسلم ، أن يعرف ما يحل له وما يحرم عليه ، من المآكل ، والمشارب ، والملابس ، والفروج ، والدماء ، والأموال ، فجميع هذا لا يسع أحدا جهله ، وفرض عليهم أن يأخذوا في تعلم ذلك ، حتى يبلغون الحلم وهم مسلمون ، أو حين يسلمون بعد بلوغ الحلم ، ويجبر الإمام أزواج النساء ، وسادات الإماء على تعليمهن ما ذكرنا ، وفرض على الإمام أيضا ، أن يأخذ الناس بذلك ، ويرتب أقواما لتعليم الجهال ، ويفرض لهم الرزق في بيت المال ، ويجب على العلماء تعليم الجاهل ، ليتميز له الحق من الباطل .

التالي السابق


الخدمات العلمية