الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
580 - أنا الجوهري ، أنا محمد بن العباس الخزاز ، أنا أحمد بن عبد الله بن سيف ، نا الربيع بن سليمان ، قال : قال الشافعي : " ولو جاز في الحديث أن يحال شيء منه عن ظاهره إلى معنى باطن يحتمله ، كان أكثر الحديث يحتمل عددا من المعاني ، فلا يكون لأحد ذهب إلى معنى منها حجة على أحد ذهب إلى معنى غيره ، ولكن الحق فيها واحد : أنها على ظاهرها وعمومها إلا بدلالة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قول عامة أهل العلم بأنها على خاص دون عام ، أو باطن دون ظاهر ، إذا كانت إذا صرفت إليه عن ظاهرها محتملة للدخول في معناه ، وسمعت عددا من مقدمي أصحابنا ، وبلغني عن عدد من مقدمي أهل البلدان في الفقه معنى هذا القول ولا يخالفه " .

[ ص: 538 ] قال الشافعي : " وكلما احتمل حديثان أن يستعملا معا ، استعملا معا ، ولم يعطل واحد منهما الآخر " .

قلت : وهذا القول صحيح ، وأنا أذكر بعض الأحاديث التي يظن أنها متضادة لتعارضها في الظاهر ، وليست متضادة ، وأبين كيف وجه استعمال جميعها ليستدل به على ما عداه من هذا الفن إن شاء الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية