الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
290 - أخبرنيه علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ، نا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ، قال : قريء على الحسن بن مكرم ، وأنا أسمع ، قال : قرأنا على قيس بن محمد البصري ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي ، عن البراء بن ناجية ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تدور رحا الإسلام في خمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين ، فإن يهلكوا فسبيل من يهلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم [ ص: 297 ] سبعين عاما " .

قلت : يا رسول الله : مما مضى أو مما بقى ؟ قال : " مما بقى " .


قوله : " تدور رحا الإسلام " ، مثل يريد أن هذه المدة إذا انتهت حدث في الإسلام أمر عظيم يخاف لذلك على أهله الهلاك ، يقال للأمر إذا تغير واستحال : قد دارت رحاه ، وهذا والله أعلم إشارة إلى انقضاء مدة الخلافة .

وقوله : " يقم لهم دينهم " أي ملكهم وسلطانهم .

والدين : الملك والسلطان ، ومنه قول الله تعالى : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) ، وكان بين مبايعة الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان إلى انقضاء ملك بني أمية من المشرق نحوا من سبعين سنة .

[ ص: 298 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية