" ولا سيما يوم بدارة جلجل
" فهو مخطئ . انتهى كلام ثعلب . قال ابن هشام : وذكر غيره أنه قد يخفف وتحذف الواو ، كقول الشاعر :وبالعهود وبالأيمان لا سيما عقد وفاء به من أعظم القرب
ووجهه بعضهم بأن ما : كافة ولا سيما نزلت منزلة إلا في الاستثناء . ورد بأن المستثنى مخرج وما بعده داخل من باب أولى . وأجيب بأنه مخرج مما أفهمه الكلام السابق من مساواته لما قبلها . وعلى هذا فيكون استثناء منقطعا . انتهى .
وفي لغة الإقناع قال ابن يعيش : ولا يستثنى بسيما إلا ومعها جحد .
وقال ثعلب : من قاله بغير اللفظ الذي جاء به امرؤ القيس فقد أخطأ . ووجه ذلك أن لا سيما تساق لترجيح ما بعدها على ما قبلها فيكون كالمخرج عن مساواته إلى التفضيل وقال ابن الحاجب : لا يستثنى بها إلا ما يراد تعظيمه وبعضهم يستثني بسيما . انتهى .
قلت وقد ولع به جماعة من المتأخرين فتحصل أن الأرجح أن يقال ولا سيما بالواو ولا وتشديد الياء كما في كلام امرئ القيس والناظم هنا ، ويقال لا سيما من غير واو بالتشديد وعدمه ، ويقال سيما من غير واو ولا لا .
والظاهر أن عدم التشديد يجيء في الثلاث حالات وأنه ضرورة والله سبحانه وتعالى أعلم .