( و ) قد جوز الأصحاب رضي الله عنهم ( تدخين زنبور ) ، وهو الدبر ويؤنث وربما سميت النحلة زنبورا ، والجمع الزنابير ، وهو مقسوم من وسطه ولذلك لا يتنفس من جوفه ألبتة .
قال في تفسير سورة الأعراف : قد يجعل المتوقع الذي لا بد منه بمنزلة الواقع ، ومنه ما روي أن الزمخشري دخل على أبيه ، وهو طفل يبكي فقال : له ما أبكاك فقال : لسعني طائر كأنه ملتف في بردى حبرة فقال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت حسان : يا بني قلت الشعر ورب الكعبة يعني ستقوله جعل المتوقع كالواقع .
وما أحسن ما قيل في الزنبور :
وللزنبور والبازي جميعا قوى الطيران أجنحة وخفق ولكن بين ما يصطاد باز
وما يصطاده الزنبور فرق
ويستحب قتلها لما روى ابن عدي عن رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أنس من قتل زنبورا اكتسب ثلاث حسنات } قال : لكن يكره إحراق بيوتها بالنار ، فإن كانت بيوت الزنابير في نحو حائط لا يمكن هدمه أو يمكن لكنه يحصل به ضرر جاز حرقها ، وهو المراد بقول الخطابي الناظم رحمه الله ( و ) جوز الأصحاب أيضا ( شيا ) هو من قولك شويت اللحم شيا قال في القاموس : شوى اللحم شيا فانشوى وأشوى ، وهو الشواء بالكسر والضم ( بموقد ) بفتح الميم وكسر القاف موضع الوقود ، والمراد إباحة ، وظاهر إطلاق نظامه ، ولو بلا حاجة وقيده وقود النار على الزنابير الحجاوي بالضرورة ولعل مراده بالضرورة الحاجة إذ مكروه ، والكراهة تزول بأدنى حاجة كما هو قاعدة المذهب والله أعلم . حرق الزنبور