مطلب : في أن نقيق الضفدع تسبيح لله تعالى .
قال سفيان : يقال : إنه ليس شيء أكثر ذكرا لله من الضفدع . وفي الكامل عن عكرمة عن رضي الله عنهما أن ضفدعا ألقت نفسها في النار من مخافة الله تعالى فأثابهن الله تعالى برد الماء وجعل نقيقهن التسبيح . ابن عباس
وفي كتاب الزاهر لأبي عبد الله القرطبي أن داود عليه السلام قال : لأسبحن الله تسبيحا ما سبحه به أحد من خلقه فنادته ضفدع من ساقية في داره يا داود تفخر على الله عز وجل بتسبيحك ، وإن لي لسبعين سنة ما جف لساني من ذكر الله سبحانه ، وإن لي لعشر ليال ما طعمت خضراء ولا شربت ماء اشتغالا بكلمتين فقال : ما هما فقالت : يا مسبحا بكل لسان ، ومذكورا بكل مكان ، فقال داود في نفسه وما عسى أن أقول أبلغ من هذا .
وفي شعب الإيمان عن للبيهقي رضي الله عنه أن نبي الله أنس داود عليه السلام ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه بأفضل مما مدحه فأنزل الله عليه ملكا ، وهو قاعد في محرابه ، والبركة إلى جانبه فقال : يا داود افهم ما تصوت به الضفدع فأنصت إليها ، فإذا هي تقول : سبحانك [ ص: 66 ] وبحمدك منتهى علمك فقال له الملك : كيف ترى فقال والذي جعلني نبيا إني لم أمدحه بها .
وعن رضي الله عنه { أنس لا تقتلوا الضفدع ، فإنها مرت بنار إبراهيم عليه السلام فحملت في أفواهها الماء ورشت به على النار } .