مطلب : في تحريض النبيل على عدم التثقيل ، وأن التثقيل أثقل على الإنسان من الحمل الثقيل .
الحادي عشر : في . قال الله تعالى في محكم التنزيل { تحريض النبيل على عدم التثقيل فإذا طعمتم فانتشروا } الآية قال : أنزلت في الثقلاء . قال الحسن البصري السدي : ذكر الله تعالى الثقلاء فيها ، فينبغي للإنسان أن يجتهد أن لا يثقل ، فإن في ذلك أذى له ولغيره ، والمؤمن سهل هين لين .
وقد سئل جعفر هل يكون المؤمن بغيضا ؟ قال لا ولكن يكون ثقيلا . وقد كان رضي الله عنه إذا استثقل رجلا قال : اللهم اغفر لنا وله وأرحنا منه ، وكان أبو هريرة إذا رأى من يستثقله قال : ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون " . وقيل حماد بن سلمة : لأي شيء يكون الثقيل أثقل على الإنسان من الحمل الثقيل ؟ قال : لأن الثقيل يقعد على القلب ، والقلب لا يحتمل ما يحمل الرأس ، وقالت فلاسفة لأبي عمرو الشيباني الهند : النظر إلى الثقيل يورث الموت فجأة ، وقال ثقيل لمريض : ما تشتهي ؟ قال : أن لا أراك .
فعليك بالتخفيف ودع التثقيل على المضيف وغيره ، فإنه رذالة ووبال ، نعم إن دلت قرينة على الإذن في الجلوس بعد الطعام جاز ذلك ، والله تعالى أعلم .