مطلب : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عذبة طويلة .
( الخامس ) : قال صاحب القاموس في شرح له كما في السيرة الشامية نقلا عن من نقل عنه أنه { البخاري كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عذبة طويلة نازلة بين كتفيه وتارة على كتفه } ، { وأنه ما فارق العذبة قط } ، { وأنه قال : خالفوا اليهود ولا تصمموا فإن تصميم العمائم من زي أهل الكتاب } .
{ وأنه قال : أعوذ بالله من عمامة صماء } .
قال الشمس الشامي : قال الشيخ : قوله : طويلة لم أره لكن يمكن أن يؤخذ من أحاديث إرخائها بين الكتفين .
وقوله : وتارة على كتفه لم أقف عليه من لبسه لكن من إلباسه .
وأما حديث خالفوا اليهود وحديث أعوذ بالله من عمامة صماء فلا أصل لهما .
وقال بعد ذلك : أثم ، أو غير مستنكف فلا . من علم أن العذبة سنة فتركها استنكافا عنها
[ ص: 249 ] قلت : وظاهر كلام أصحابنا كراهية العمامة الصماء .
بل صرحوا بذلك ، منهم صاحب الإقناع وشارح المنتهى م ص كالمصنف ، وبنوا عليه أن عدم جواز لذلك قالوا : فإن لم تكن العمامة محنكة ولا ذات ذؤابة لم يجز المسح عليها لعدم المشقة في نزعها كالكتلة ; ولأنها تشبه عمائم أهل الكتاب ، وقد نهى عن التشبه بهم . مسح العمامة الصماء
قال الشيخ : المحكي عن الإمام الكراهة ، ولم يمنع هو يعني أحمد الشيخ المسح .
قال : لأنه لا يمنع الترخص كسفر النزهة .
قال تلميذه في الفروع : كذا قال ، وقال في الفروع أيضا : ولعل ظاهر من جوز المسح إباحة لبسها ، وهو متجه ; لأنه فعل أبناء المهاجرين والأنصار .
وتحمل كراهة السلف على الحاجة إلى التحنيك أو غيره ، مع أن الكراهة إنما هي عن لمجاهد وابنه عمر والحسن وطاوس . والثوري
قال : وفي الصحة أي صحة الكراهة عمن ذكر نظر . انتهى .
وفي الآداب : لا خلاف في استحباب العمامة المحنكة وكراهة الصماء انتهى .
والحاصل : أن المعتمد في المذهب استحباب التحنك ، فإن لم يكن فالذؤابة ، فإن فقدا كانت العمامة مكروهة .
هذا المذهب بلا ريب .
قلت : وظاهر كلام جميع علمائنا اعتبار كون الذؤابة من العمامة لا من غيرها .
وفي فتاوى الحافظ السخاوي أن بعضهم نسب إلى رضي الله عنها قالت : كانت العذبة في السفر من غير العمامة وفي الحضر منها . عائشة
قال السخاوي : وهذا شيء ما علمناه . انتهى .
وأظن أن شيخنا التغلبي رحمه الله تعالى قال لي : إن كانت العذبة من غير العمامة لم يجز عليها المسح وزالت الكراهة ، فإن كان قال هذا ففيه نظر لأنا لو قلنا بعدم الكراهة لجوزنا المسح والله تعالى أعلم .