ومقتضى كلام الأشموني في شرح الألفية أن ذلك لغة لا ضرورة . وكلام [ ص: 491 ] صريح بأنه ضرورة ، واستدل لذلك بقول المجنون المبرد قيس بن الملوح :
ولو أن واش باليمامة داره
وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
ألا أيها الركب اليمانون عرجوا علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
يمينا إذا كانت يمينا فإن تكن شمالا ينازعني الهوى من شماليا
أصلي فلا أدري إذا ما ذكرتها أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي ولو كان المصلى ورائيا
وما بي إشراك ولكن حبها كمثل الشجا أعيا الطبيب المداويا
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالليل خاليا
خليلي لا والله لا أملك الذي قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
ولو أن واش باليمامة داره وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وماذا لهم لا أحسن الله حالهم من الحظ في تصريم ليلى حباليا
وهذا الذي ذكره الناظم لما رواه الترمذي وابن ماجه في صحيحه وابن حبان وقال صحيح الإسناد عن والحاكم عبد الله بن بشر رضي الله عنه { } . ورواه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث - أي أتعلق - به قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عن ابن أبي الدنيا مالك بن يخامر ولفظه { رضي الله عنه قال لهم إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله معاذ بن جبل } [ ص: 492 ] ورواه أن واللفظ له الطبراني إلا أنه قال : { والبزار } . وكذا أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله في صحيحه . ابن حبان
وعن أبي المخارق قال { قال النبي صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي ، برجل مغيب في نور العرش ، قلت من هذا ملك ؟ قيل لا ، قلت نبي ؟ قيل لا ، قلت من هو ؟ قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب من ذكر الله تعالى وقلبه معلق بالمساجد ولم يستسب لوالديه قط } رواه هكذا مرسلا والله أعلم . ابن أبي الدنيا