الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
وتسليم نزر والصغير وعابر السبيل وركبان على الضد أيد ( و ) يسن ( تسليم نزر ) أي قليل سواء كان واحدا على اثنين فصاعدا أو جماعة على أكثر منهم عددا .

قال في القاموس : النزر القليل كالنزير والمنزور . وفي صفة كلام النبي صلى الله عليه وسلم { لا نزر ولا هدر } ، أي ليس بقليل فيدل على عي ولا بكثير فاسد ( و ) يسن تسليم ( الصغير ) على ضده وهو الكبير ( وعابر السبيل ) يعني الماشي في الطريق على الجالس ( و ) تسليم ( ركبان ) على خيل أو ضده ، لقوله صلى الله عليه وسلم { يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير } وفي حديث آخر { يسلم الراكب على الماشي } رواهما البخاري . في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا { يسلم الماشي على الجالس ، والراكب عليهما } .

وأخرج البزار وابن حبان في صحيحه عن جابر رضي الله عنه { يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل } قال [ ص: 289 ] الإمام الوزير عون الدين بن هبيرة رضي الله عنه : من سلم على رجل فقد أمنه ، فالفارس أقوى من الراجل ، فأمر عليه السلام بسلام الأقوى على الأضعف ، وسلام القليل على الكثير أقل حرجا ، هذا هو الأفضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية