مطلب : في الآثار الواردة في حسن الخلق    . 
وقد ورد في مدح حسن الخلق وذم سوء الخلق عدة أحاديث سنذكر منها طرفا صالحا . وكان نهاية هذا العالم في حسن الخلق نبيه المصطفى  صلى الله عليه وسلم . ولذا قال الله تعالى في حقه { وإنك لعلى خلق عظيم     } فما بالك بما يستعظمه الحق جل شأنه .  [ ص: 362 ] وفي صحيح  مسلم  عن  عائشة  رضي الله عنها ، أنها { سئلت عن خلق رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن    } أي كان متمسكا بآدابه وأوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من مكارم الأخلاق ومحاسن الأمور  صلى الله عليه وسلم . وأخرج  مسلم  والترمذي  عن النواس بن سمعان  رضي الله عنه قال { سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ، فقال البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس    } . 
وفي الصحيحين والترمذي  عن  عبد الله بن عمرو بن العاص  رضي الله عنهما قال { لم يكن رسول الله  صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا    } . 
وأخرج الترمذي   وابن حبان  في صحيحه عن  أبي الدرداء  رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذي    } قال الترمذي  حديث حسن صحيح وزاد في رواية له { وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة    } . 
وأخرج الترمذي  وصححه  البيهقي  في الزهد وغيره عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال { سئل رسول الله  صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، فقال تقوى الله وحسن الخلق . وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج    } . 
وأخرج الترمذي  وحسنه  والحاكم  وصححه عن  عائشة  رضي الله عنها قالت قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم { إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وألطفهم بأهله    } . 
وعنها  رضي الله عنها سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول { إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم    } رواه أبو داود   وابن حبان  في صحيحه  والحاكم  وقال صحيح على شرطهما ولفظه { إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل وصائم النهار    } وفي هذا المعنى عدة أحاديث .  [ ص: 363 ] وفي رواية عند  الطبراني  من حديث  أنس  مرفوعا { أن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة . وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم    } . 
وقال  صلى الله عليه وسلم { لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق    } رواه  ابن حبان  من حديث  أبي ذر  
. وروى  محمد بن نصر المروذي  في كتاب الصلاة مرسلا عن العلي بن الشخير    { أن رجلا أتى النبي  صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال حسن الخلق ، ثم أتاه عن يمينه فقال أي العمل أفضل ؟ قال حسن الخلق ، ثم أتاه عن شماله فقال يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال حسن الخلق ، ثم أتاه من بعده يعني من خلفه فقال يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ فالتفت إليه رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقال مالك لا تفقه ؟ حسن الخلق ، وهو أن لا تغضب إن استطعت    } . 
وروى أبو داود   وابن ماجه  والترمذي  وحسنه عن أبي أمامة  رضي الله عنه { أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه    } . 
والترمذي  وحسنه عن  جابر  مرفوعا { من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا    } الحديث . 
وروى  الطبراني  في الكبير والأوسط عن  عمار  رضي الله عنه مرفوعا { حسن الخلق خلق الله الأعظم    } حديث ضعيف . 
 والطبراني  في الأوسط عن  جابر  عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم عن جبريل  عليه السلام عن الله تعالى قال { إن هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلح له إلا للسخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه    } . 
وروى في الأوسط أيضا عن  أبي هريرة  رضي الله عنه مرفوعا { أوحى الله إلى إبراهيم  يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مدخل الأبرار . وإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وأن أسقيه من حظيرة قدسي وأن أدنيه من جواري    } . 
وروي عنه أيضا مرفوعا { ما حسن الله خلق رجل وخلقه فيطعمه النار أبدا    } ضعفه  المنذري  وغيره . 
 [ ص: 364 ] وأخرج  ابن أبي الدنيا   والطبراني   والبزار  وأبو يعلى  بإسناد جيد رواته ثقات واللفظ له عن  أنس  رضي الله عنه قال { لقي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أبا ذر  فقال يا  أبا ذر  ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ قال بلى يا رسول الله ، قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما    } وفي لفظ عند  أبي الشيخ بن حيان    { يا  أبا ذر  ألا أدلك على أفضل العبادة وأخفها على البدن وأثقلها في الميزان وأهونها على اللسان ؟ فقلت بلى فداك أبي وأمي ، قال عليك بطول الصمت وحسن الخلق فإنك لست بعامل بمثلهما    } رواه بنحوه من حديث  أبي الدرداء  
وأخرج  الإمام أحمد  بسند جيد رواته ثقات عن  جابر  مرفوعا { إن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا    } . 
 والطبراني  بسند صحيح عن أسامة بن شريك  مرفوعا قالوا { من أحب عباد الله إلى الله ؟ قال أحسنهم خلقا    } . 
 والبزار   وابن حبان  في صحيحه عن  أبي هريرة  مرفوعا { ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال أطولكم أعمارا ، وأحسنكم أخلاقا    } وفيه  ابن إسحاق  لم يصرح بالسماع . 
والترمذي  وقال حسن صحيح عن  أبي ذر  رضي الله عنه قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم { اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن    } . 
وأخرج  الإمام أحمد  بسند رواته ثقات عن  عائشة  رضي الله عنها قالت { كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي    } وفي رواية عن  ابن مسعود  مرفوعا { اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي    } . 
وصحح  ابن حبان  خبر  ابن مسعود  ورواه  البيهقي  في كتاب الدعوات وقال فيه { كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا نظر إلى وجهه في المرآة    } فذكره . ورواه أبو بكر بن مردويه  من حديث  أبي هريرة   وعائشة  رضي الله عنهما مرفوعا وفي آخره { وحرم وجهي على النار    } . 
 [ ص: 365 ] وروى  الطبراني  بسند ضعيف عن  أبي هريرة  رضي الله عنه مرفوعا { أن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون . وإن أبغضكم إلي المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب    } . . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					