مطلب : لا بأس بتفتيش التمر وما في معناه إن ظهر أو ظن أن فيه دودا . 
( الثاني ) : في تفتيشه  صلى الله عليه وسلم التمر ، وقد روي عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم النهي عن شق التمرة عما في جوفها . فإن صح فيشبه أن يكون المراد إذا كان التمر جديدا . والذي رويناه في العتيق : قاله  البيهقي  ، وقال الآمدي    : لا بأس بتفتيش التمر وتنقيته    . قال ابن مفلح    : وكلامه إنما يدل على ما فيه شيء ، وهو العتيق . قال اليونيني    : مع أنه صادق على ما تعلق به مما لا يؤكل معه شرعا وعرفا . ومثله ما في معناه من فاكهة وغيرها .  [ ص: 156 ] 
قال اليونيني    : قد دل الخبر على أن ذلك لا يتحرى ويقصد غالبا ، بل إن ظهر شيء أو ظنه أزاله وإلا بنى الأمر على الأصل ، وهو السلامة . 
وقد قال الإمام  أحمد  رضي الله عنه : لا أعلم بتفتيش التمر إذا كان فيه الدود بأسا ، ويباح أكل فاكهة مسوسة ومدودة بدودها ، وباقلا بذبابه ، وخيار وقثاء وحبوب وخل    . ذكره في الرعاية ، وهو معنى كلامه في التلخيص . وظاهر هذا أنه لا يباح أكله مفردا . قاله في الآداب ، وقال : وذكر بعض أصحابنا المتأخرين فيه وجهين من غير تفصيل : الإباحة وعدمها . 
وذكر  أبو الخطاب  في بحث مسألة ما لا نفس له سائلة أن ذلك ، وإن كان طاهرا لا يحل أكله من غير تفصيل . انتهى قلت    : الذي استقر عليه المذهب إباحة أكل الفاكهة ونحوها بدودها تبعا . ويحرم أكل دودها منفردا عنها والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					